خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٤
كلم ونحو ذلك مما يفسره قلنا له وهو رافع التياز كإنشاد من أنشد: إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته والمعنى: ضاق ذرع التياز بأخذ هذه الناقة لأنه لا يضبطها من شدتها ونشاطها فكيف من هو دونه ومن أنشد: إذا ابن أبي موسى بلال بالنصب نصب التيار أيضا فهو بمنزلة إذا زيدا مررت به جئتك ويقول من أنشد إذا ابن أبي موسى بالدفع قول لبيد ألا ترى أن أنت يرتفع بفعل في معنى هذا الظاهر كان لو أظهرته فإن لم تنتفع ولو حمل أنت على هذا الفعل الظاهر الذي هو ينفعك لوجب أن يكون موضع أنت إياك لأن الكاف الذي هو سببه هي مفعولة منصوبة فهذا البيت يقوي إنشاد من أنشد: إذا ابن أبي موسى بالرفع على إضمار فعل في معنى الظاهر نفسه. انتهى.
وقوله: فقام بفأس هو جواب إذا. ودخلت الفاء على الفعل الماضي لأنه دعاء كما تقول: إن أعطيتني فجزاك الله خيرا ولو كان خبرا لم تدخل عليه الفاء. والفأس معروفة وهي مهموزة وروي بدلها: بنصل بفتح النون والنصل: حديدة السيف والسكين. والوصل بكسر الواو: المفصل وهو ملتقى كل عظمين وهو واحد الأوصال والمراد بوصليهما: المفصلان اللذان عند موضع نحرها. والجازر: اسم فاعل من جزر الناقة: إذا نحرها وهو فاعل قام. وبلال هذا هو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. والتاء من بلغته مكسورة خطاب لناقته.
وكذلك الكاف في وصليك دعاء عليهما بالنحر والجزر. إذا بلغته إلى ابن أبي موسى وقد عيب عليه هذا كما سيأتي.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»