خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٢٨٨
لا يبقى له ولد فسأل عن منزل مريء صحيح من الأدواء والأسقام فدل على ظهر الحيرة فدفع ابنه بهرام جور بن يزدجرد إلى النعمان بن الشقيقة وكان عاملة على أرض العرب وأمره بأن يبني الخورنق مسكنا له ولابنه وينزله إياه معه بإخراجه إلى بوادي العرب وكان الذي بنى الخورنق رجلا يقال له سنمار فلما فرغ من بنائه عجبوا من حسنه وإتقان عمله فقال لو علمت أنكم توفوني أجرتي وتصنعون بي ما أستحقه لبنيته بناء يدور مع الشمس حيثما دارت فقالوا وإنك لتبني ما هو أفضل منه ولم تبنه ثم أمر به فطرح من رأس الجوسق وفي بعض الروايات أنه قال إني لأعرف في هذا القصر موضع عيب إذا هدم تداعى القصر فقال أما والله لا تدل عليه أحدأ أبدا ثم رمى به من أعلى القصر فقالت الشعراء في ذلك أشعارا كثيرة منها قول أبي الطمحان القيني (الطويل) * جزاء سنمار جزوها وربها * وباللات والعزى جزاء المكفر * ومنها قول سليط بن سعد (البسيط) * جزى بنوه أبا الغيلان من كبر * وحسن فعل كما يجزى سنمار قال عبد العزى بن امرئ القيس الكلبي وكان أهدى إلى الحارث بن مارية الغساني أفراسا ووفد إليه فأعجب به واختصه وكان للملك ابن مسترضع في بني عبد ود من كلب فنهشته حية فظن الملك أنهم اغتالوه فقال لعبد العزى جئني بهؤلاء القوم فقال هم قوم أحرار ليس لي عليهم فضل في نسب ولا فعل فقال لتأتيني بهم أو لأفعلن وأفعلن فقال له رجونا من جنابك أمرا حال دونه عقابك ودعا ابنيه شراحيل وعبد الحارث فكتب معهما إلى قومه (الطويل)
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»