تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ١ - الصفحة ١٦
الفتوحات وغنموا الغنائم وإن كان الرائي غنيا آثر الآخرة على الدنيا وبذل نفسه وماله في مرضاة الله تعالى وتدل رؤيتهم رضي الله عنهم لمن أقبلوا عليه في المنام على الأبنية الشريفة كالجوامع والمساجد وطهارة النسب والقبائل والعشائر ويدل إعراضهم عن الرائي أو شتمهم له في المنام على الوقوع فيما شجر بينهم وتفضيل بعضهم على بعض ويغضهم له وتدل رؤيتهم على التوبة والاقلاع عما سوى الله تعالى، ورؤية الصحابة رضي الله عنهم تدل على الخير والبركة على حسب منازلهم ومقاديرهم المعروفة في سيرهم وطريقتهم وربما دلت رؤية كل واحد منهم على ما نزل به وما كان في أيامه من فتنة أو عدل فمن رأى أنه حشر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ممن يطلب الاستقامة في الدين، ومن رأى أحدا من الصحابة فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيدا سديدا وربما كان له من سيرته وأفعاله نصيب، ومن رأى أحدا منهم. با؟ أو جميعهم أحياء دلت رؤياه على قوة الدين وأهله ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزا وشرفا ويعلو أمره فان رأى كأنه صار أحدا منهم تناله شدائد ثم يرزق الظفر وإن رآهم في منامه مرارا ضاقت معيشته والأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار رؤيتهم في المنام تدل على التوبة والمغفرة، والمهاجرون تدل رؤيتهم على حسن اليقين والثقة بالله تعالى والخروج عن الدنيا والزهد فيها والصدق في القول والعمل.
أبو بكر الصدق رضي الله عنه: تدل رؤيته على الخلافة والإمامة والتقدم على الاقران والحظ الوافر عند ذوي الاقدار وربما دات رؤيته على الانفاق في سبيل الله تعالى بالمال والولد وعلى الحفظ في الصدقة وتدل رؤيته على عتق المملوك وحصول الشهادة وعلى الصدق في المقالة والشيخوخة والرأي السديد والحظ في الرقيق وعبارة الرؤيا وتدل على النكد من جهة بعض أولاده البنين أو البنات وعلى الخوف والاختفاء والنجاة من الشدائد والغزو في سبيل الله والحج والنصر على الأعداء والعلم، ومن رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه حيا أكرم بالرأفة والشفقة على عباد الله تعالى، ومن رأى أنه جالس مع أبي بكر رضي الله عنه فإنه يتبع الحق ويكون مقتديا بالسنة ناصحا
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست