من فقه الجنس في قنواته المذهبية - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٢٣٣
فالمسالة فيها ضمان لشريحة كبيرة من أن تنسلخ عن المجتمع وتتحول إلى عنصر فساد وافساد، وما أكثر النفوس الرخيصة التي لا رادع لها من كرامة فلابد من ردعها.
9 - الهدف التاسع:
وهو كسر الطوق المادي الناتج من غلاء المهور الذي لعب دورا هاما في الحيلولة بين الكثير من الناس وبين الزواج، وكلما تنوعت وسائل الحياة ازدادت هذه التكاليف، حتى بنت سدا مرتفعا وحاجزا كبيرا وقف على جانب منه جيش من العزاب، وعلى الجانب الآخر جيش من العوانس، وانعكست عنه مآسي كثيرة، ولليوم والناس لم يجدوا حلا لهذه المشكلة. وفي رأيي أن عدم وجود الحل ناتج من أن مجتمعاتنا مجتمعات إسلامية بالاسم وببعض المظاهر، وليس فيها من الروح الاسلامي شئ بل تنتظمها التيارات والاعتبارات الأجنبية، فالأب يرى من الهوان أن يزوج ابنته بمهر قليل، وبعد الهوان فان هذا العمل سيسلكه في طبقة اجتماعية واطئة، وفي نفس الوقت فان الذي يريد الزواج يحترم من يطلب مهرا أكبر، ويرى فيه أنه من أسرة راقية، وان حز في نفسه العجز عن دفع المهر الضخم. وهذه الظواهر النفسية عند الطرفين نتيجة التأثر بأطر تربوية وحضارية غير إسلامية، والا فان مزاج الاسلام يختلف تماما عن ذلك كما سنرى، فقد وضع الاسلام حلولا لهذه المشكلة تجدها مبثوثة في كتب الفقه:
منها - الدعوة إلى عدم غلاء المهور، والاجتزاء بالمهر البسيط، وفي ذلك يقول الرسول الكريم لبعض من أراد الزواج وعجز عن دفع المهر: " التمس ولو خاتما من حديد ".
وهو نفسه صلى الله عليه وآله كانت معظم تزويجاته من هذا النوع وبمهر بسيط جدا، وزوج ابنته فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام بدرع باعه بأربعمائة وثمانين درهما هجرية. ذلك كان
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»