الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٢٠٦
الطفل عبء جديد:
يتصور البعض بأن الأطفال مجرد أعباء جديدة تضاف إلى أعبائهم، ولذا يصمم بعض الأزواج على عدم الإنجاب مدة من الزمن للاستمتاع بالحياة أكثر فأكثر.
وإذا كان البعض يفكر بأن الأطفال سوف يكونون عوامل لتعكير سير الحياة الزوجية فإنهم غافلون عن أن وصول الطفل سيقضي على اضطراب الأسرة وسيكون عاملا مهما في تثبيت دعائم الاستقرار والمحبة بين الزوجين ويشد من أواصرهما المشتركة.
وفي رأينا أن من الضروري أن يفكر الزوجان بتربية الأطفال في الأيام الأولى لزواجهما، فهذه المسألة، وإضافة إلى كونها واجبا إنسانيا وشرعيا، لها دور كبير في تحكيم الروابط الزوجية، ولعل تلك الأوقات التي يقضيها الوالدان مع أطفالهما هي من أسعد الأوقات في عمرها.
وفي الختام:
وفي نهاية هذا الفصل ينبغي أن نشير إلى نقطتين مهمتين:
الأولى: إن الإنجاب هو الذي يرفع من شأن الزوجين ويجعلهما في مصاف الوالدين، وهو أمر له شأنه الكبير من الناحية الدينية إضافة إلى أن الطفل يمنح الإحساس بالاكتفاء والمسؤولية وهما أمران في غاية الأهمية.
الثانية: في حالة اندلاع النزاع بين الزوجين لا يشعر الزوجان أبدا بأنهما قد وصلا إلى نقطة النهاية، فالأطفال روابط قوية مشتركة لها دورها في تحكيم العلاقات بين الزوجين، كأسرة متماسكة.
النزاع حالة طبيعية في الحياة الأسرية قد يكون لها جانبها الإيجابي في اكتشاف الزوجين نقاط القوة والضعف في حياتهما المشتركة، ومن ثم تغيير بعض مواقفهما، وبداية عهد جديد من الحياة الزوجية القائمة القائمة على أسس صلبة. وفي كل هذه الأحوال ينبغي أن نراقب
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 » »»