الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٢٠٢
الابتعاد عن الاستفزاز:
الاستفزاز هو الآخر ينسف العلاقات الزوجية، فقد يخطئ أحدهما - مثلا - في سلوكه خارج المنزل فيضمر الآخر له ذلك حتى إذا عادا إلى البيت حاول أن يستفزه من أجل الانتقام منه، وذلك بالتدخل في شؤونه الخاصة.
أو يخطئ الطفل فيحاول الأب معاقبته فتقف الأم حائلا دون ذلك مما يفجر غضب الرجل تجاهها، أو يقوم الرجل بإهانة زوجته أمام الطفل فيتجرأ الطفل على أمه وعندها يتفجر غضب المرأة تجاه زوجها بسبب ذلك.
وفي كل الأحوال فإن علاج المشاكل والخلافات عن طريق الشجار والاستفزاز له عواقبه المؤسفة التي لا يمكن أن تكون حلا بل تعقيدا للأوضاع.
اجتناب الإهانة:
الإهانة جرح عميق الأثر في النفس يصعب علاجه، قد تكون متفوقا على زوجتك في نواح عديدة، قد تكون ثريا مثلا، أو حاصلا على شهادة علمية رفيعة، ولكن كل ذلك لا يبرر - أبدا - استعلاءك على زوجتك وشريك حياتك.
إن إهانة زوجتك أو التدليل بفضلك عليها سوف يجعلها تشعر بالصغار والحقارة مما يترك آثاره السلبية في نفسها. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن ذلك سوف يؤثر في تربية أطفالك، عرفنا مدى فداحة ذلك الأسلوب اللاإنساني في التعامل معها.
لقد انتخبت زوجتك من قبل، وكنت راضيا وسعيدا بها، ولذا فليس من الأدب واللياقة أن تحاول تحقيرها أو إهانتها. وإذا كان هناك ما يدعو للخلاف معها فإنه توجب عليك حل المشكلة من الجذور، ففي هذا سعادة لك ولأسرتك.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 » »»