نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٧٤
الشجر من الجوع واضطر أطفالهم أن يمصوا الرمال من العطش. تلك حقيقة كالشمس لا يجادل بها أحد، ولم يركع محمد ولم يركع الهاشميون وأبطل الله كيد بطون قريش وزعامتهم وفشل الحصار بعد مقاطعة استمرت ثلاث سنين.
2 - عندما سمعت قريش أن محمدا سيهاجر إلى يثرب بعد أن تمكن من إيجاد قاعدة له، قررت بطون مكة بالإجماع أن تقتل محمدا، فاختاروا من كل قبيلة رجلا حتى يضربه هؤلاء الرجال دفعة واحدة، فيضيع دمه بين القبائل ولا يقوى الهاشميون على المطالبة بدمه لأنه إن ذهب إلى يثرب نجح وسلبهم القيادة والشرف، وباللحظة التي أجمعوا أمرهم دخلوا فوجدوا عليا ابن أبي طالب نائما في فراشه، وجن جنون القيادة المكية وخصصت الجوائز لمن يقبض على محمد حيا أو ميتا.
وفي الطرف الآخر كان محمد وصاحبه ودليلهما المشرك يشقون طريقهم سالمين بإذن الله وتلك حقيقة ساطعة كالشمس لا تحتاج إلى دليل (1).
د - حروب من أجل الصيغة السياسية وحسدا لا حبا بالأصنام لم تيأس بطون قريش وقيادتها من هزيمة محمد وبني هاشم ودينهم، ولم ييأس محمد والهاشميون وأصحابه من هزيمة الشرك وقيادته، وانقسم العرب أثلاثا، قسم مع قريش وقيادتها المشركة، وقسم قليل مع محمد، والقسم الثالث تربص يتبع الغالب، واشتعلت الحروب في بدر وأحد، وجيشت زعامة قريش بالتحالف مع اليهود جيش الأحزاب وزحفت إلى المدينة المنورة فاعتصم النبي (ص) بالمدينة وفشلت الأحزاب وفوجئت قريش وقيادة الشرك بجند الله يدخل مكة عاصمة الشرك وركعت زعامة مكة واضطرت للدخول في الإسلام، وبركوعها ركع كل العرب، ودانت الجزيرة لدولة النبي، وأخذ العرب يدخلون في دين الله أفواجا.
ز - النبوة الهاشمية قدر لا مفر منه رفضت بطون قريش بزعامتها الأموية الدين المحمدي ونبوة محمد الهاشمي

(١) راجع على سبيل المثال السيرة الحلبية ج ١ ص ٨٠ والطبقات لابن سعد ج ١ ص ٢٠٨ - ٢٠٩ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٣٣٢.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 269 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331