نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢١٤
تتناوله حتى يتم الشفاء.
وهو المنظر للمنظومة الحقوقية الإلهية وهو المشرف العام على تطبيقها والمرجع العام لفهم أحكامها ومراميها، لأنه هو الأعلم بها والأفهم لقواعدها وغاياتها والأفضل من بين أتباعها والأنسب من بين كل الموجودين لقيادة أتباع هذه العقيدة وهو المبين لها من خلال نقلها وتبليغها بالضبط كما تلقاها من ربه، ومن خلال ترجمتها من النص إلى الحركة بعد عملية النقل والتبليغ. وهو الشاهد على عملية البيان بشقيها النظري والعملي، وهو المبشر للمخلصين للعقيدة والمنذر للمعاندين لها وهو الداعية إلى الله وهو السراج المنير الذي ينير درب المجتمع أثناء حركة هذا المجتمع الحياتية.
2 - الترابط والتكامل بين العقيدة الإلهية والقيادة السياسية العقيدة الإلهية الإسلامية بكليتها وأساسها قائمة على ركنين أساسيين، أولهما كتاب الله المنزل وهو القرآن الكريم، وثانيهما نبي الله المرسل وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). محمد هو القيادة السياسية المخولة إلهيا بقيادة الدعوة إلى العقيدة والمعينة إلهيا لتقود الدولة بعد أن تسفر الدعوة عن الدولة بمعنى أن القيادة السياسية لدعوة العقيدة ودولتها هي جزء لا يتجزأ من هذه العقيدة وهي أصل من أصولها، فالإيمان بقيادة محمد السياسية وولايته هي جزء من الإيمان بالعقيدة الإلهية، كذلك فإن الإيمان بقيادة طالوت السياسية كان جزءا لا يتجزأ من العقيدة الإلهية الناقدة آنذاك، وكذلك الإيمان بقيادة داود، وسليمان (عليهما السلام).
لأنه ليس بالإمكان وفق نواميس الحياة تبليغ العقيدة الإلهية وبيان أحكامها وتطبيق هذه الأحكام دون القيادة السياسية لمحمد بالذات، فهو نفسه المخول بترجمة نصوصها من الكلمات إلى الحركات وهكذا فعل عبر دعوة قادها بنفسه، وعبر دولة ترأسها بنفسه، لأنه هو بالذات محور وأسس القيادة السياسية التي أسندت إليها مهمة قيادة الدعوة والدولة معا.
ويؤكد هذا الترابط العضوي والتكامل المحتوم بالضرورة أن الله سبحانه وتعالى وطوال التاريخ البشري لم يرسل رسالة إلى بني البشر بدون رسول ولم ينزل كتابا إلا
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331