مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥٢
إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. ومن هنا فقد قبلت الأمة الإسلامية ذلك، فأظهرت أو تظاهرت بالتشيع لعلي وأهل بيت النبوة، لأنه بغير هذا لن يكتمل الإيمان.
يقول معاوية بن أبي سفيان، وهو عدو الإمام اللدود، في رسالة وجهها لمحمد بن أبي بكر بالحرف: (وقد كنا، وأبوك معنا، في حياة من نبينا نرى حق ابن أبي طالب لازما " لنا، وفضله مبرزا " علينا، فلما اختار الله لنبيه ما عنده.. فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه وخالفه على ذلك اتفقا واتسقا...) (1).
تدل هذه الرسالة على أن الجميع كانوا يتشيعون للإمام علي أو يتظاهرون بذلك. إذا كانت هذه حقيقة نظر معاوية للإمام علي الذي قتل أخاه، وجده وشقيق جده وخاله وابن خاله وتسعة من أبناء عمومته فمن باب أولى أن تكون الرعية كلها مثله. لقد قبل المسلمون إمامة الإمام علي واعتبروه قدرا " مقدورا "، كالنبوة وقبلوا قيادة أهل بيت النبوة المستمرة للمجتمع الإسلامي، ولولا الانقلاب الذي قادة قادة بطون قريش، لأسباب بعضها قبلي; لما اختلف على التشيع للإمام ولأهل بيته اثنان، ولسارت أمور الأمة سجحا " إلى القيامة.
والذي يعنينا هنا أن التشيع لعلي بن أبي طالب والقول بإمامته وبحق أهل بيت النبوة بالإمامة والولاية والقيادة من بعد النبي كان خطا عاما مسلما من الجميع، أو هكذا تظاهر الجميع من دون إكراه. ومن هنا كان الناس جميعهم شيعة، وكانت الشيعة فرقة واحدة، واندمجت فكرة التشيع مع الدين، وصارت وجها من وجوهه، وامتازت عقيدة التشيع في تلك المرحلة بالبساطة والوضوح، وتلخصت في أمرين:
1 - قانون نافذ يتكون من القرآن الكريم وبيان النبي لهذا القرآن.
2 - قيادة سياسية منحصرة بعمادة أهل بيت النبوة، وأول العمداء علي بن أبي طالب.

(١) راجع مروج الذهب للمسعودي، ٣ / ١١، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 118 - 119، وكتابنا المواجهة ص 472.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257