مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١١
في ركابه وعلى رأسهم المغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمر وأبي هريرة ثم عائشة بنت أبي بكر...
وهؤلاء جميعا أسهموا في تكوين طبقة من التابعين سايرت خط معاوية وخط بني أمية من بعده وحملت هذه الطبقة على كاهلها وضع حجر الأساس لصرح الفقه الإسلامي الحكومي الذي تطور فيما بعد على يد فقهاء العصر العباسي وتمخض عما سمى بعقيدة أهل السنة والجماعة . تلك العقيدة التي برزت لحماية هذا الفقه وإضفاء المشروعية عليه وردع المخالفين له وتطويع الجماهير للحكام...
ولقد قام هذا الفقه وتأسست هذه العقيدة على روايات وفتاوى أبي هريرة وعائشة وابن عمر ومعاوية وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم من الصحابة الذين تحالفوا مع بني أمية ...
وقام الفقهاء الذين تربوا على هذه الفتاوى والروايات بتوجيه مدافعهم نحو خصومهم من التيارات الأخرى ونحو الجماهير لإرهابها وعزلها عن هذه التيارات وحصرها في دائرة الخط السائد خط الحكام الذين اعتبروا أئمة طاعتهم واجبة شرعا وعصيانهم حرام يؤدي إلى التهلكة حسب نصوص الفقهاء التي سوف نعرض لها فيما بعد...
- الفقهاء ويزيد بن معاوية:
يروي البخاري أن معاوية خطب في الناس يطلب البيعة لولده يزيد من بعده فبلغ الخبر ابن عمر فدخل على حفصة أخته فقال لها: قد كان من الأمر ما ترين. فلم يجعل لي من الأمر شئ، فقالت: الحق. فإنهم ينتظرونك. وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة، فلم تدعه حتى ذهب، فلما تفرق الناس خطب معاوية فقال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه. فلنحن أحق به منه ومن أبيه. قال حبيب بن مسلمة لابن عمر: فهلا أجبته؟
قال ابن عمر: فحللت حبوتي. وهممت أن أقول: أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الإسلام. فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم وتحمل عنى غير ذلك، فذكرت ما أعد الله في الجنان. فقال له حبيب: حفظت وعصمت.. (1)

(1) كتاب المغازي..
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 7 8 9 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست