مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١٨١
أخبرنا يحيى بإسناده عن أبي سهل بن مالك عن أبيه أنه قال: ما عرف منكم شيئا مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة.
حدثني إبراهيم بن محمد بإسناده عن أنس قال: ما أعرف منكم شيئا كنت أعهده على عهد رسول الله (ص) ليس قولكم لا إله إلا الله.
أخبرنا أسد بإسناده عن الحسن قال: لو أن رجلا أدرك السلف الأول، ثم بعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئا قال: ووضع يده على خده ثم قال: إلا هذه الصلاة، ثم قال: أما والله لمن عاش في هذه النكرا؟؟؟ ولم يدرك هذا السلف الصالح فرأى مبتدعا يدعو إلى بدعته ورأى صاحب دنيا يدعوا إلى دنياه فعصمة الله عن ذلك وجعل قلبه يحن إلى قلبه يحن إلى ذكر هذا السلف الصالح ويقتص آثارهم ويتبع سبيلهم ليعوض أجرا عظيما فكذلك كونوا إن شاء الله تعالى.
حدثني محمد بن عبد الله بن محمد بإسناده عن ميمون بن مهران قال: لو أن رجلا نشر فيكم من السلف ما عرف فيكم غير هذه القبلة.
أخبرنا محمد بن قدامة بإسناده عن أم الدرداء قالت دخل على أبو الدرداء مغضبا فقلت له ما أغضبك فقال: والله ما أعرف فيهم من أمر محمد (ص) إلا أنهم يصلون جميعا.
وفي لفظ: لو أن رجلا تعلم الإسلام وأهمله ثم تفقده ما عرف منه شيئا.
حدثني إبراهيم بإسناده عن عبد الله بن عمرو قال: لو أن رجلين من أوائل هذه الأمة خليا بمصحفيهما في بعض هذه الأودية لأتيا الناس اليوم ولا يعرفان شيئا مما كانا عليه.
قال مالك: وبلغني أن أبا هريرة تلى (إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) فقال: والذي نفسي بيده أن الناس ليخرجون اليوم من دينهم أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا.
قف تأمل رحمك الله إذا كان هذا في زمن التابعين بحضرة أواخر الصحابة، فكيف يغتر المسلم بالكثرة أو تشكل عليه ولا يستدل بها على الباطل.
ثم روى ابن وضاح بإسناده عن أبي أمية قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت يا أبا ثعلبة كيف تصنع في هذه الآية؟ قال أية آية؟ قلت قول الله تعالى (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سئلت عنها رسول الله (ص) فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا، و هوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 177 178 179 180 181 182 183 185 186 187 ... » »»
الفهرست