مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١١٨
ويدعو إلى رفض التوسل بالأموات من الأنبياء والصالحين..
ويدعو إلى منع شد الرحال إلى مساجد الأنبياء والصالحين (الزيارة) ويدعو إلى منع البناء على القبور وكسوتها وإنارتها..
ويدعو إلى توحيد الأسماء والصفات أي وصف الله بما ورد في الروايات من أن له يد وعين ورجل ويضحك ويغار ويفرح ويهبط ويصعد وما شابه ذلك ورفض تأويل هذه الروايات وصرفها عن معناها الظاهري إلى معنى مجازي..
وجاء ابن عبد الوهاب ليدعو إلى إنكار البدع كالاحتفال بالموالد والصلاة على الرسول بعد الآذان والتلفظ بالنية وممارسات الصوفية..
ويبدو من خلال هذه الأمور التي دعا إليها ابن عبد الوهاب أنه يأت بجديد، وأن مثل هذه الأفكار طرحها من قبل ابن تيمية وتم ضربها وانتهت بموته في الحبس..
إلا أن الفارق بين ابن تيمية وابن عبد الوهاب، أن ابن تيمية لم يجد له نصيرا يدعمه بسيفه، بينما تحقق لابن عبد الوهاب ذلك..
من هنا يمكن القول أن عقيدة ابن عبد الوهاب فرضت على الناس بالسيف لا بالدعوة والحوار..
ولو كانت دعوته تعتمد على الحوار والتبليغ لما كانت هناك حاجة لسيف ابن سعود..
- دولة الحنابلة..
دخل ابن سعود ومعه ابن عبد الوهاب في حروب دينية دموية مع المعارضين لهما في جزيرة العراب..
واستمرت هذه الحروب سنوات طويلة تمكن ابن سعود وأولاده من بعده من السيطرة على قطاعات كثيرة من الجزيرة العربية وجعلوا من الدرعية عاصمة لهم..
وتم فتح الرياض عام (1187 ه‍) على يد عبد العزيز بن محمد بن سعود وأتسع ملك آل سعود وفوض ابن عبد الوهاب أمر الغنائم والأموال لعبد العزيز بينما تفرغ هو لإلقاء الدروس وتصنيف الردود على المخالفين..
وفي عام (1179 ه‍) توفي محمد بن سعود وبويع عبد العزيز إماما ودخل في صراع
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست