لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢١٥
على محو أثر الإسلام. غير أنه لم يوفق. وهو واحد من الذين ساروا إلى النجاشي بالحبشة، لتأليبه على المهاجرين بقيادة (جعفر بن أبي طالب - رض -). ظل عمرو حليفا لبني أمية، بينهما مصالح قوضوا في سبيلها روح الإسلام. وفي زمن عثمان، كان عمرو يمارس دهاءه بشكل دقيق. كان في نهاية الأمر يدرك أن عثمان مهزوز السلطان وأن الثورة ستنشب لا محالة. فكان في كل مرة، يظهر للناس مواقفه (الخادعة)، ليموه عليهم، ثم يبرر ذلك لعثمان ليحافظ على مكانته عنده، قال مرة لعثمان:
(إتق الله يا عثمان! فإنك قد ركبت نهابير وركبناها معك، فتب إلى الله نتب معك) فناداه عثمان: (وإنك هناك يا ابن النابغة قملت جبتك منذ عزلتك عن العمل.) فنودي من ناحية أخرى: (أظهر التوبة يا عثمان يكف الناس عنك).
ونودي من ناحية أخرى بمثل ذلك) (137).
غير أن عمرو بن العاص، كان حريصا على علاقته بعثمان. ولما تفرق القوم قال له:
(لا والله يا أمير المؤمنين، لأنت أعز علي من ذلك، ولكن قد علمت أن الناس قد علموا أنك جمعتنا لتستشيرنا، وسيبلغهم قول كل رجل منا. فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي لأقود إليك خيرا، وأدفع عنك شرا) (138).
وبهذه الازدواجية بقي حتى مقتل عثمان، حين جاء يتوسط لعثمان مع الثوار، فنهروه، واتهموه، فول خائبا. وعندما قتل عثمان، ولم تعد المصلحة لعمرو بن العاص في أن يتمسك بشرعية عثمان. خرج إلى منزله بفلسطين، وكان يقول:
والله إني كنت لألقى الراعي فأحرضه على عثمان.. ولما مر به راكب من المدينة وهو مع ابنيه محمد وعبد الله وسلامة بن روح الجذامي فسأله عمرو عن

(137) - مسكويه - تجارب الأمم 384 - ج 8.
(138) - نفس المصدر.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405