على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٩٨
ثم تلا (وكان أمر الله قدرا مقدورا) (الأحزاب / 38). لقد كان الحسين، عليه السلام، طالب حق وشهادة لا طالب إمارة كما عنون ابن كثير في تاريخه قائلا: " خروج الحسين طالبا للإمارة ".
والحق أعلى وأجل من الإمرة وإن كل ما رويناه يخبرنا أن خروج الحسين لم يكن متوقفا على إرادة الجماهير ومطالبتها له، بل كان ناشئا عن الأمر الإلهي، إنه الأمر نفسه الذي بعث بمقتضاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس بشيرا ونذيرا، وبعهد من رسول الله كانت الوصية والإمامة في آل بيت النبوة، وبعهد من الله ورسوله إلى أئمة آل البيت سواء الذين تحركوا أم من لم يتحرك، كانت حركاتهم وسكناتهم، كان الحق غايتهم وكانت بلورة وتحديد معاملة هي مهمتهم سلام الله عليهم ولذا كانت الأمة يومها وإلى يومنا هذا في حاجة إلى تلك الحركة الحسينية ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيا بقي عن بينة، ولم يكن الحسين عليه السلام بحاجة إلى حركة الأمة بل كانت الأمة هي المحتاجة، ولذا حمل الحسين عليه السلام النساء والأطفال حتى تكون الجريمة الأموية كاملة وحتى يحمل الرضوان الوزر الكامل من يومها إلى يومنا هذا (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون) (العنكبوت / 13).
وهكذا استكملت الحركة الحسينية معالمها وبنو أمية يحاولون الحيلولة بين الحسين عليه السلام وبين اختياره لموقع المواجهة، فلما أحس والي مكة أن الحسين قد خرج بعث إليه كتابا بالأمان حمله عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد يمنية بالأمان والصلة والبر وحسن الجوار ويعيذه من الشقاق والخلاف والهلاك، فرد عليه السلام بقوله: " أما
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147