على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٤١
داخل جسد الأمة والحفاظ على من يمثلون هذه الرؤية لينقلوها إلى من بعدهم، لا إهلاكهم في جولة صراع معلومة النتائج سلفا.
والأهم من هذا أن أئمة أهل البيت، (عليهم السلام)، لا ينطلقون في قراراتهم من رؤية آنية وإنما من رؤية كونية تحدد مهامهم بدءا من بعثة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ظهور المهدي المنتظر جعلنا الله من أنصاره وجنده. هؤلاء، أي الرسول والأئمة (عليهم السلام) لم تحملهم الأمة المسؤولية وإنما حملوها بأمر من الله عز وجل، فكان إمداد السماء لهم بالتسديد والتأييد والتعزية والتسلية أمرا ضروريا. من هنا كانت رؤية رسول الله، (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأولئك القردة الذين كانوا ينزون على منبره ونزول قوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) (الإسراء / 60)، ثم تعزيته من قبل جبرئيل (عليه السلام) بمقتل الحسين في كربلاء، ولم يكن شيئا من هذه السياقات محجوبا لا عن الإمام علي (عليه السلام) الذي ما فتئ يتعجل أشقاها أن يأتي ليضربه على رأسه فيستريح من هذه الأمة التعسة، ولا كانت غائبة عن الإمام الحسن (عليه السلام)، حين عقد صلحا مع إمام البغاة وهادنه.
ولكن هذا لا يغني عن إيراد شروط الصلح والمهادنة فهي كما أوردها الشيخ الصدوق في كتاب " علل الشرائع " (1) قال: " بايع الحسن بن علي، صلوات الله عليه، معاوية على ألا يسميه أمير المؤمنين، ولا

(1) علل الشرائع، 1 / 212.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147