على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ١٤٢
كافرون) (الأعراف / 45) إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) (العنكبوت / 25).
ولكن كان لا بد من رد فالمعنى لا يواجهه إلا المعنى، إذا كان الإسلام العظيم قد أحرق اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، فقد كان ذلك يوم آمن الناس أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إنه المعنى الصحيح يحطم المعنى الزائف. ثم جاءت مرحلة بني أمية إلى يومنا هذا حيث توارت هذه الأصنام وتغلفت خلف بعض الشعارات الإسلامية الزائفة، وكان لا بد من رد. وها هي عقيلة آل البيت تنبري، ولا نقول كمؤمن آل فرعون فهي سلام الله عليها من آل محمد لا من آل فرعون، وهي ترد على الظالم المنتظر وأمام عينيها اثنان وسبعون رأسا، فأين مؤمن آل فرعون من مؤمن آل محمد؟!
يقول الرواة (1): فلما رأت زينب ذلك نادت بصوت حزين يقرح القلوب: يا حسيناه! يا حبيب رسول الله! يا ابن مكة ومنى! يا ابن فاطمة الزهرا سيدة النسا! يا ابن محمد المصطفى، فأبكت والله كل من كان حاظرا في المجلس، ويزيد ساكت، ثم قامت على قدميها، وأشرفت على المجلس، وشرعت في الخطبة، إظهارا لكمالات محمد صل الله عليه وآله وسلم، وإعلانا بأنا نصبر لرضاء الله، لا لخوف ولا دهشة، وقالت:

(1) مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: ص 357 - 359، دار الكتاب الإسلامي - بيروت 1399 ه‍ - 1979 م.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147