على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ١١٥
الأشباح التي قد عمت أنوارها الآفاق فسجدوا إلا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمته وأن يتواضع لأنوارها أهل البيت وقد تواضعت لها الملائكة واستكبر وترفع وكان بإبائه ذلك وتكبره من الكافرين ".
وبات الحسين وأصحابه في تلك الليلة ولهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وكان الإمام عليه السلام يتلو قوله تعالى: (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) (آل عمران / 178)، وفي ليلة الشهادة جلس أبو عبد الله الحسين يصلح سيفا له وزينب عليه السلام جالسة، فأنشد:
* يا دهر أف لك من خليل كم لك بالإشراق والأصيل من صاحب وطالب قتيل والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الأمر إلى الجليل وكل حي سالك السبيل * ففهمتها زينب، عليه السلام، فلم تملك نفسها فوثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت: " واثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن، يا خليفة الماضين. فنظر إليها الحسين قائلا: يا أختي لا يذهبن بحلمك الشيطان. وترقرقت عيناه بالدموع وقال: لو ترك القطا ليلا لنام.
فقالت: يا ويلتاه، أفتغتصب نفسك اغتصابا فذلك اقرح لقلبي وأشد
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147