المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٢
وترتاح إليه القلوب الطيبة فتواليه، وفسر الأمويون هذه الصفات على أنها محاولة للالتفاف على الصيغة السياسية التي أعطت الحق بالقيادة بني أمية، وفسرتها بطون قريش على أنها مزاودة بلا معنى وتمهيد لزعزعة الصيغة ونسفها، وتحولت كل هذه الوساوس إلى حسد أضمرته بطون قريش لهذا التميز الهاشمي، وبدأت تشعر بالقلق المتزايد من هذا التميز وأكثرها قلقا كان أبو سفيان، وخلال أسفاره سمع نبيا سيظهر من بني عبد مناف، وقدر أبو سفيان أنه لا يوجد في بني عبد مناف من هو أجدر بالنبوة منه) 7 ولم لا فإنه وارث الحق بالقيادة، وترقب حتى يصبح نبيا فيفرك أنوف بني هاشم بنبوته، ويضع حدا لتميزهم هذا، وينتزع منهم الاعتراف بأنه القائد والزعيم بجدارة. وارتاح في ظلال هذا الوهم إلى حين.
3 - الاعلان عن النبوة والرسالة والولاية قطع الشك باليقين من خلال الإشاعات التي تسربت عن النبوة والديانة الإسلامية الجديدة خلال المرحلة السرية للدعوة التي استمرت بصورة سرية ثلاث سنوات سمع أبو سفيان خاصة وبطون قريش عامة أن (فتى بني عبد المطلب يكلم من السماء) 8 واستبعد أبو سفيان خاصة وبطون قريش عامة أنه يختار الله محمد بن عبد الله نبيا واستثقلوا على أنفسهم أن يتبعوا هذا الغلام) 9 واستبعدوا صحة هذه الإشاعات ولكن بعد أن صعد النبي على الصفا وأعلن أمام الملأ من قريش نبأ النبوة والرسالة والكتاب وبعد أن تسربت وقائع الاجتماع الهاشمي في بيت النبي، ونبأ تعيين ولي
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»