الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٠٥
وأمري؟! قال: أما مروان فإنه استقبلني يردني فرددته عن ردي، وأما أمرك فلم أرده، قال عثمان: ألم يبلغك إني قد نهيت الناس عن أبي ذر وعن تشييعه؟
فقال علي: أو كل ما أمرتنا به من شئ نرى طاعة الله والحق في خلافه اتبعنا فيه أمرك؟ بالله لا نفعل، قال عثمان: أقد مروان، قال: ومم أقيده؟ قال: ضربت بين أذني راحلته وشتمته، فهو شاتمك وضارب بين أذني راحلتك، قال علي: أما راحلتي فهي تلك فإن أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل. وأما أنا فوالله لئن شتمني لأشتمنك أنت مثلها بما لا أكذب فيه ولا أقول إلا حقا. قال عثمان: ولم لا يشتمك إذا شتمته، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه؟! فغضب علي بن أبي طالب وقال:
ألي تقول هذا القول؟ وبمروان تعدلني؟ فأنا والله أفضل منك، وأبي أفضل من أبيك، وأمي أفضل من أمك، وهذه نبلي قد نثلتها، وهلم فانثل بنبلك، فغضب عثمان واحمر وجهه، فقام ودخل داره.
لقد كان البرنامج، والملف المطلبي للوفود المتمردة برنامجا رساليا وملفا مطلبيا منسجما مع متطلبات الشريعة الإسلامية وكان علي (ع) معززا ومزكيا لهم في ذلك.
وعندما جاءت الوفود هرع عثمان إلى علي (ع) ليتوسط له مع القوم ويردهم عنه.
وفي ذلك دلالة على مدى الولاء الذي كان يجمع بين علي وهؤلاء الثوار فقال له علي (ع) على أي شئ أردهم عنك؟ (94) قال: على أن يصير إلى ما أشرت إليه ورأيته لي.
لقد كان الشرط الوحيد لعلي (ع) هو أن ينال الطاعة من عثمان فقال له (ع) إني قد كلمتك مرة بعد أخرى فكل ذلك لخرج وتقول ثم ترجع عنه، وهذا من فعل مروان وابن عامر ومعاوية وعبد الله بن سعد، فإنك أطعتهم وعصيتني قال عثمان:
" فأنا أعصيهم وأطيعك (95) ".

(94) ابن الأثير.
(95) ابن الأثير.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235