الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٧٨
ورفعة الشرف مع صفة العلم والهداية. كان من العقل ترجيح الأفضل على المفضول، ولا ينعكس ذلك لما فيه من مناقضة لمباني العقلاء وصريح النصوص.
هذا فيما لو ثبت أن الرسول (ص) قد أطلق لفظة قريش وإلا فإن بعض الطرق التي روي بها حديث الاثني عشر يشتم منها عنصر التدليس والتلبيس. إذ هناك من لمح ببني هاشم والرواية في صحيح البخاري من طريق جابر بن سمرة هي قوله: سمعت رسول الله (ص) يقول: يكونوا اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي: كلهم من قريش فالكلمة التي لم يسمعها هي على طريقة والثالثة لم أسمعها. وهي مما اعتاد عليه المحدثون والرواة في التلبيس.
يقول صاحب ينابيع المودة: " قال بعض المحققين: إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثنا عشر، قد اشتهرت من طرق كثيرة فبشرح الزمان، وتعرف الكون والمكان، علم أن مراد رسول الله (ص) من حديثه هذا: الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثني عشر (وهم أربعة) ولا يمكن أن يحمله على ملوك الأموية، لزيادتهم على اثني عشر (وهو ثلاثة عشر)، ولظلمهم الفاحش، إلا عمر بن عبد العزيز ولكونهم غير بني هاشم، لأن النبي (ص) قال " كلهم من بي هاشم " في رواية عن عبد الملك (61) ".
ونجد في نهج البلاغة شرحا مبينا لمعنى الأئمة من قريش، يقول الإمام علي (ع):
" إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم ولا يصلح الولاة من غيرهم ".
وروى الحمويني الشافعي في فرائد السمطين، عن بن عباس قال رسول الله:
" أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي ".
وهكذا تدل القرائن على أن إطلاق حديث الخلفاء الراشدين على الأربعة

(61) ينابيع المودة.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235