الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٣
" يعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات " (16).
والآيات السابقات تدل على أن النفاق أصبح في مستوى خطورة الكفر. وأنه امتداد للشرك.
ولم تكن هذه الخطورة باليسيرة على الفئة المؤمنة. ولا بالأمر الهين على من انطوى على حسن السريرة. لقد خاطب عمر بن الخطاب الناس بعد وفاة الرسول (ص) بنفس المنطق المنسجم مع ذلك الظرف التاريخي، وبنفس القضية التي يجدونها في أنفسهم وتستسيغها أذهانهم. إذ قال عمر للمغيرة حين قال له: " مات والله رسول الله (ص) فقال عمر كذبت ما مات رسول الله ولكنك رجل تحوسك فتنة ولن يموت رسول الله حتى يفني المنافقين " (17).
ولم يكن هناك من هو أكثر نفاقا وتبييتا للإسلام من أولئك الذين تمسكوا بشركهم حتى زمن الفتح. والذين لم يؤمنوا إذ أسلموا وهم معرضون. إنما كانوا من الطلقاء الذين بدا للرسول (ص) أن يبقيهم على قيد الحياة بعد أن كان أمر بقتلهم. هؤلاء كانوا في طليعة المنافقين الذين شاعت أخبارهم في أصقاع الجزيرة العربية. وقد سبق أن حذر الرسول (ص) المسلمين من خطر الأموية، عندما رأى الرؤيا الشهيرة. فلقد سمعوا منه عليه السلام قوله في الآية " والشجرة الملعونة في القرآن " هم بنو أمية، وذلك عندما رأى بني الحكم ابن أبي العاص ينزلون على منبره فساءه ذلك فنزل قوله تعالى:
" وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرة الملعونة في القرآن " (18).
وازدادت خطورة النفاق بعد وفاة الرسول (ص) وبدأوا يتطلعون إلى مشاريع هدامة. فقد روى البخاري عن حذيفة بن اليمان قال:

(16) 1 / الفتح.
(17) رواه أحمد في مسنده ص 118 ج 3 دار اصدار بيروت، وكذا في طبقات ابن سعد.
(18) تفسير الطبري، المجلد 9 ج 112 دار الفكر وكذا في تفسير القرطبي والآلوسي.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235