الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٣٠٠
فإذا كان كذلك وجب عليكم الإيمان بالله، ولا تقولوا ثلاثة، انتهوا. حال كون الانتهاء. أو حال كون الإيمان بالله ورسله. ونفي الثلاثة خيرا لكم.
(سبحانه أن يكون له ولد وله ما في السماوات وما في الأرض) فإن الولد كيفما فرض، هو الذي يماثل المولد في سنخ ذاته فتكونا منه. وإذا كان كل ما في السماوات والأرض مملوكا في أصل ذاته وآثاره لله تعالى. وهو القيوم لكل شئ وحده. فلا يماثله شئ من هذه الأشياء فلا ولد له (124).
لقد جاءهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالهدى وتلي عليهم قول ربه:
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم) (125) قال المفسرون: هذا كالبيان، لكون النصارى لم تنفعهم النصرانية والانتساب إلى المسيح عليه السلام. عن تعلق الكفر بهم. إذ أشركوا بالله. ولم يؤمنوا به حق إيمانه حيث قالوا. إن الله هو المسيح ابن مريم... (وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) احتجاج على كفرهم وبطلان قولهم بقول المسيح عليه السلام نفسه، فإن قوله عليه السلام: (اعبدوا الله ري وربكم) يدل على أنه عبد مربوب مثلهم.
وقوله: (إنه من يشرك بالفقد حرم الله عليه الجنة) يدل على أن من يجعل لله شريكا في ألوهيته، فهو مشرك كافر محرم عليه الجنة.
وفي قوله عليه السلام: (فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) عناية بإبطال ما ينسبونه إلى المسيح من حديث الفداء. وأنه عليه السلام باختياره الصلب، فدى بنفسه عنهم، فهم مغفور لهم! مرفوع عنهم التكاليف الإلهية! ومصيرهم إلى الجنة ولا يمسون نارا! وقوله: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) أي أحد الثلاثة: الأب والابن والروح. أي هو

(124) الميزان: 150 / 5.
(125) سورة المائدة، الآيات: 72 - 74.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست