الإمامة وأهل البيت - محمد بيومي مهران - ج ٣ - الصفحة ١٢٥
فأرسلهما إلى علي بن موسى الرضا، فعرضا ذلك عليه فأبى، فتهدداه وتهدده المأمون حتى قبل، وحين أجلسه للبيعة جعل ابنه العباس أول المبايعين " (1).
ومن الواضح من هذا النص أن المأمون كانت له رغبة حقيقية في اختيار ولي عهده من آل أبي طالب، وأن فكره قد اتجه إلى " علي الرضا " فأنزله في دار مستقلة، وأن معارضة الحسن بن سهل ربما كانت من تدبير أخيه الفضل حتى يبعدا عن نفسيهما تهمة التأثير على المأمون في هذا الأمر الخطير، وربما كانت فكرة اختيار أحد العلويين فكرتهما في الأصل، وأن اختيار الإمام الرضا إنما كان اختيار المأمون وحده، ومن المعروف أن هناك ودا غير متبادل بين الإمام الرضا وبين الفضل والحسن ابني سهل، وقد نجح الإمام الرضا في إزالة الغشاوة عن عيني المأمون من ناحيتهما، وتبصيره بما كان يحاول الفضل إخفاءه عنه من أحوال البلاد المضطربة حتى أنهم بايعوا عمه " إبراهيم بن المهدي " خليفة بدله، وبدا المأمون وكأنه يسمع ذلك لأول مرة، حتى رد على الإمام الرضا قائلا: " إنهم لم يبايعوا له بالخلافة، وإنما صيروه أميرا يقوم بأمرهم "، بل وأخبر الإمام الرضا عن الحرب التي تدور رحاها بين إبراهيم و " الحسن بن سهيل "، وأن الناس تكره مقام الفضل وأخيه من المأمون (2).
ولنقدم الآن صورة مختصرة من كتاب العهد الذي كتبه المأمون بخطه للإمام علي الرضا - كما جاء في كتاب الفصول المهمة:
" بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد، لعلي بن موسى بن جعفر، ولي عهده، أما بعد، فإن الله عز وجل، اصطفى الإسلام دينا، واختار له من عباده رسلا، دالين عليه، هادين إليه، يبشر أولهم بآخرهم، ويصدق تاليهم ماضيهم، حتى انتهت نبوة الله تعالى إلى محمد (صلى الله عليه وسلم)،

(1) أبو الفرج الأصفهاني: مقاتل الطالبين ص 368 - 370.
(2) محمد مصطفى هدارة: المأمون ص 75 - 76.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 7
2 الباب الرابع الأئمة خلفاء الإمام علي بن أبي طالب تقديم 9
3 1 - الإمام محمد الباقر 17
4 1 - نسب الإمام الباقر ومولده 17
5 2 - الإمام الباقر والإمامة 21
6 3 - الإمام الباقر وأهل السنة 24
7 4 - الإمام الباقر والشيعة 28
8 5 - الإمام الباقر والمعتزلة 30
9 6 - الإمام الباقر والصوفية 32
10 7 - الإمام الباقر والصديق والفاروق 34
11 8 - الإمام الباقر والإمام أبو حنيفة 42
12 9 - الإمام الباقر وقريش 46
13 10 - علم الإمام الباقر 50
14 11 - الإمام الباقر وقضية الجبر والاختيار 59
15 12 - من أقوال الإمام الباقر 61
16 13 - الإمام الباقر والعلم 66
17 14 - من كرامات الإمام الباقر 66
18 15 - تواضع الإمام الباقر وزهده 67
19 16 - صفة الإمام الباقر وملبسه 70
20 17 - أولاد الإمام الباقر 71
21 2 - الإمام موسى الكاظم 72
22 1 - نسب الإمام الكاظم ومولده 72
23 2 - الإمام الكاظم والشيعة 74
24 3 - الإمام الكاظم عند أهل السنة 74
25 4 - الإمام الكاظم والمهدي العباسي 77
26 5 - الإمام الكاظم وهارون الرشيد 78
27 6 - من مرويات الإمام الكاظم 92
28 7 - من أقوال الإمام الكاظم 93
29 8 - من كرامات الإمام الكاظم 95
30 9 - من كرم الإمام الكاظم 102
31 10 - من آثار الإمام الكاظم 103
32 11 - أولاد الإمام الكاظم 103
33 3 - الإمام علي الرضا: - 104
34 1 - نسب الإمام الرضا ومولده 104
35 2 - الإمام الرضا والإمامة 105
36 3 - الإمام الرضا والرشيد 107
37 4 - الإمام الرضا والمأمون 108
38 5 - الإمام وولاية العهد 112
39 6 - وفاة الإمام الرضا 129
40 7 - موقف الخليفة المأمون من الإمام علي 132
41 8 - الإمام الرضا والتصوف 147
42 9 - من مرويات الإمام الرضا 152
43 10 - من أقوال الإمام الرضا 154
44 11 - من كرامات الإمام الرضا 157
45 12 - أولاد الإمام الرضا 165
46 4 - الإمام الجواد: - 166
47 1 - نسبه ومولده 166
48 2 - الإمام الجواد والإمامة 167
49 3 - الإمام الجواد والمأمون 174
50 4 - الإمام الجواد والمعتصم 178
51 5 - من مرويات الإمام الجواد 178
52 6 - من أقوال الإمام الجواد 179
53 7 - من كرامات الإمام الجواد 182
54 8 - أولاد الإمام الجواد 184
55 5 - الإمام علي الهادي: - 185
56 1 - نسبه ومولده 185
57 2 - الإمام علي الهادي والمتوكل 188
58 3 - من كرامات الإمام علي الهادي 198
59 4 - من مرويات الإمام علي الهادي 200
60 5 - من أقوال الإمام علي الهادي 200
61 6 - الإمام الحسن العسكري 202
62 1 - نسبه ومولده 202
63 2 - من مناقب الإمام العسكري 203
64 3 - من تفسيره للقرآن الكريم 205
65 4 - من كرامات الإمام العسكري 206
66 5 - من أقوال الإمام العسكري 210
67 6 - دور الإمام العسكري في الإمامة 211
68 7 - الإمام المهدي المنتظر 216