الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٧٦
14 نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب إخوتنا.
من لا يحب بقي رهن الموت.
15 كل من أبغض أخاه فهو قاتل (11) وتعلمون أن ما من قاتل له الحياة الأبدية مقيمة فيه.
16 وإنما عرفنا المحبة بأن ذاك قد بذل نفسه في سبيلنا.
فعلينا نحن أيضا أن نبذل نفوسنا في سبيل إخوتنا.
17 من كانت له خيرات الدنيا ورأى بأخيه حاجة فأغلق أحشاءه دون أخيه فكيف تقيم فيه محبة الله؟
18 يا بني، لا تكن محبتنا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (12).
19 بذلك نعرف أننا من الحق ونسكن (13) قلبنا لديه.
20 فإذا وبخنا قلبنا فإن الله أكبر من قلبنا وهو بكل شئ عليم (14).
21 أيها الأحباء، إذا كان قلبنا لا يوبخنا كانت لنا الطمأنينة لدى الله.
22 ومهما سألناه نناله منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل بما يرضيه (15).
23 ووصيته هي أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح (16) وأن يحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية بذلك.
24 فمن حفظ وصاياه أقام في الله وأقام الله فيه.
وإنما نعلم أنه مقيم فينا من الروح (17) الذي وهبه لنا.

(١١) راجع ٢ / ٩ +.
(١٢) تشير هذه العبارة إلى وجهين جوهريين للمحبة:
تكون المحبة صحيحة إذا اقترنت بالأعمال البينة. لكنها لن تكون مسيحية في الحقيقة، إلا إذا أدخلت في حياتنا محبة الله التي تجلت في يسوع المسيح (الآية ١٦). فمثل هذه المحبة يعبر عن إيماننا، يعبر عن الحق فينا (راجع ٢ يو ١ - ٢). من أحب على هذا الوجه، " كان من الحق " (الآية ١٩ وراجع يو ١٨ / ٣٧).
(١٣) الفعل اليوناني المترجم ب‍ " سكن " يعني عادة " اقنع "، ولكن سياق الكلام يتطلب، على ما يبدو، المعنى المعتمد.
(١٤) ظن بعض القدماء أن هذه الآية تصف قساوة الديان المطلق الذي يعرف خطايانا أكثر مما نعرفها نحن.
ولكن كيف يستطيع مثل هذا القول أن يسكن قلوبنا؟ فالأولى أن نقول إن " الله أكبر من قلبنا " برحمته (راجع لو ١ / ٤٩ - ٥٠). فإن مارسنا المحبة ممارسة صحيحة، ميزها الله في قلوبنا، بالرغم من خطايانا (يو ٢١ / ١٧). راجع ١ بط ٤ / ٨: " المحبة تستر كثيرا من الخطايا " (في نظر الله).
(١٥) راجع ٥ / ١٥ +.
(١٦) للمرة الأولى يستعمل الكاتب هنا فعل " آمن "، تمهيدا للفقرة ٤ / ١ - ٦، التي يتناول فيها موضوع الإيمان وتمييز الأرواح (راجع ٤ / ١). ليس المقصود الإيمان الباطني بحصر المعنى كما هو في ٥ / ١ - ١٣، بل الانضمام الجماعي إلى قانون الإيمان.
(١٧) للمرة الأولى أيضا في الرسالة، تذكر هنا كلمة " الروح "، كما ذكرت كلمة " آمن " في الآية السابقة. لا يشير يوحنا إلى مواهب الروح (راجع روم 8 / 16)، بل يقصد بالأحرى الروح الذي يبعث فينا شهادة إيماننا ومحبتنا الأخوية (الآية 23) ويمكننا أن نعرف أننا في اتحاد بالله.
(٧٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 771 772 773 774 775 776 777 778 779 780 781 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة