الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٧٠
[سيروا في النور] 5 إليكم البلاغ الذي سمعناه منه ونخبركم به:
إن الله نور (7) لا ظلام فيه.
6 فإذا قلنا (8): " لنا مشاركة معه " ونحن نسير في الظلام كنا كاذبين ولم نعمل للحق (9).
7 وأما إذا سرنا في النور كما أنه هو في النور فلنا مشاركة بعضنا مع بعض (10) ودم يسوع (11) ابنه يطهرنا من كل خطيئة.
[الشرط الأول: اجتناب الخطيئة] 8 إذا قلنا: " إننا بلا خطيئة ".
ضللنا أنفسنا ولم يكن الحق فينا.
9 وإذا اعترفنا بخطايانا (12) فإنه أمين بار (13) يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم (14).
10 وإذا قلنا: " إننا لم نخطأ " جعلناه كاذبا (15) ولم تكن كلمته فينا.
[2] 1 يا بني (1)، اكتب إليكم بهذا

(٧) إن استعارة " النور "، التي يدل بها يسوع على نفسه في الإنجيل الرابع بصفته حامل الحق (راجع يو ٨ / ١٢)، تطبق هنا على الله، مصدر الوحي وبالتالي مصدر كل قداسة مسيحية. كان الكلام على النور في شأن اللاهوت موضوعا شائعا من مواضيع الفكر الديني في تلك البيئة. لكن الصوفي الوثني كان يحلم بالتقرب من ملكوت النور بالاستنارة الباطنية أو الانخطاف أو الاطلاع الطقسي، في حين أن يوحنا سيستخلص من كون الله منزها عن الظلام ضرورة للمسيحي بأن " يسير " هو أيضا في النور. راجع اح ١٩ / ٢: " كونوا قديسين، لأني أنا الرب إلهكم قدوس ".
(٨) كل من هذه العبارات المستهلة ب‍ " إذا قلنا.. " (الآيات ٦ و ٨ و ١٠) يعبر، على ما يبدو، على أقوال الخصوم المقصودين في الرسالة والمندد بتعليمهم المصطبغ بالغنوصية لأنه وهم.
(9) في العهد القديم والدين اليهودي، كان " العمل للحق " يدل على السلوك الخلقي المطابق للشريعة. والعبارة تحفظ هنا هذا الطابع العملي والوجودي. غير أن يوحنا يفسر هذه العبارة مطلقا إياها على الاهتداء ونشوء الإيمان. فالحق، في نظره، هو كلمة الله (راجع الآيتين 8 و 10) المعلنة على لسان يسوع المسيح والنافذة إلى قلب المؤمن لتحول حياته. وفي الإنجيل (يو 3 / 21)، فإن عبارة " عمل للحق " تصف السير نحو الإيمان. أما هنا، فإنها تدل على الاهتداء المتجدد دائما والمعبر عنه في الاعتراف بالخطايا (راجع الآيات 8 - 10).
(10) كان من المتوقع أن يكتب: " شاركناه ". لكن يوحنا يرى أن لا مشاركة لله بدون مشاركة لإخوتنا.
(11) " دم يسوع ": راجع 2 / 2 +.
(12) يعني " الاعتراف بالخطايا " بوجه عام في الدين المسيحي القديم تصريحا علنيا (متى 3 / 6 ومر 1 / 5 ويع 5 / 16).
(13) لفظان يتجاوران منذ العهد القديم (تث 32 / 4 مثلا): فالله " أمين " في إنجاز مواعده الخلاصية، وهو " بار " برحمته للخاطئين (2 / 29 - 3 / 1).
(14) الترجمة اللفظية: " من كل ظلم ". بعد ذكر الخطايا بوجه عام، لا يدل هذا اللفظ على خطيئة من الخطايا، أي على عدم العدالة في معاملة الناس. ففي الكتاب المقدس، يدل الظلم على معاداة الله الراسخة التي تحمل على جميع الخطايا. أما في العهد الجديد، فإن مقاومة الحق هذه، وهي تؤدي إلى عدم الإيمان (روم 1 / 18 و 2 / 8 و 1 قور 13 / 6 و 2 طيم 2 / 18 - 19)، تميز الأزمنة الأخيرية (2 تس 2 / 10 - 12). ومن هنا ترجمة كلمة " اديكيا " اليونانية ب‍ " إثم ". يقول القديس يوحنا: إذا اعترفنا بخطايانا، غفرها الله لنا، لا بل طهرنا مما هو أصلها وهو الإثم.
(15) لأن الله يقول، في الكتاب المقدس، إننا خاطئون جميعا (راجع روم 3 / 9 - 20 وهو يلخص تعليم العهد القديم).
(1) عبارة تودد على لسان الراعي الذي يعنى بإرشاد بنيه في الإيمان (الآيات 12 و 18 و 28 الخ).
(٧٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 765 766 767 768 769 770 771 772 773 774 775 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة