الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٥٣
فيها: " أتممت شوطي " (4 / 2)، فيكون تاريخها قبيل موت الرسول.
أيسعنا إدراج هذا الخبر في لحمة التاريخ فنحدد لاستشهاد بولس تاريخا دقيقا؟ يبدو الأمر عسيرا. هناك حلان:
- يسلم الحل الأول بصحة الرسائل الرعائية فيفترض لذلك أن بولس سجن مرة ثانية (الأسر الثاني). قبض عليه في أثناء اضطهاد نيرون (في ما بين السنة 64 وحزيران (يونيو) للسنة 68)، فاستشهد في ذلك الوقت، لربما في السنة 67 (راجع شهادة أوسابيوس في التاريخ الكنسي). وإلى هذا التاريخ تعود كتابة الرسالة الثانية إلى طيموتاوس.
- لا يأخذ الحل الثاني بصحة جميع أجزاء الرسائل الرعائية، ويجعل كتابتها في وقت متأخر أكثر من ذلك، أي في نحو نهاية القرن الأول أو بدء القرن الثاني.
لا يمكننا تحليل النصوص من بت المسألة بتا أكيدا فنأخذ بهذا الحل أو ذاك. فسواء أفضلنا هذا الموقف أم ذاك، فمن الحكمة أن نكتفي بترجيحه من غير الجزم المطلق.
وهذه عناصر القضية:
في الرسالة الثانية إلى طيموتاوس ما يدل على أنها كتبت في رومة (1 / 17) في أثناء أسر قاس جدا. فبولس يحمل القيود " كالمجرم " (2 / 9). ولهذا السجن في نظره طابع العار، فقد ناشد طيموتاوس مرتين ألا يستحيي به (1 / 8 و 12)، بل أن يقتدي بأونسفورس الذي، كما ذكر، لم يستحي بقيوده (1 / 16) وجد في البحث عنه في العاصمة الرومانية. يضاف إلى ذلك أن الرسول لا يدع مجالا للوهم في عاقبة الدعوى. إنه يعرف أن وقت رحيله قريب وأن دمه يراق منذ اليوم (4 / 6). يشعر بالعزلة شعورا مروعا، فقد تركه ديماس رغبة في الدنيا وذهب قرسقس إلى غلاطية، وطيطس إلى دلماطية (4 / 10). وكتب أنه في دفاعه الأول لم يناصره أحد، بل خذلوه كلهم (4 / 16)، فبقي لوقا وحده بجانبه. وناشد طيموتاوس أن يعجل في الذهاب إليه (4 / 9) قبل الشتاء (4 / 20).
ذكر في أعمال الرسل أن بولس أسر في نحو 61 - 63. فلنقل لهذا الأسر الأسر الأول، ولكن ظروف هذا الأسر الأول لا تنسجم والظروف الوارد ذكرها في الرسالة الثانية إلى طيموتاوس: فقد أقام بولس حينذاك في منزل استأجره، وكان له أن يقبل بحرية من يأتونه، فيجب إما التسليم بأنه أسر مرة ثانية، فكتب رسالته في أثناء أسره هذا الذي لم يأت سفر أعمال الرسل على ذكره، وإما إسقاط الأخبار التي وردت في الرسالة، والطعن في صحة بعض أجزائها.
هناك إشارة أخرى: فقد سأل بولس طيموتاوس أن يأتيه بالرداء الذي تركه في طرواس عند قربس وأن يحضر كذلك الكتب وخصوصا كتب الرق (4 / 13). ولا يمكن القول أن إقامته في طرواس هي التي ذكرها لوقا في رسل 20 / 5، فقد سبقت هذه الإقامة، على ما ورد في رسل 28 / 3، نهاية الأسر الأول بخمس سنوات، ولا يمكن الافتراض أن بولس ترك رداء شتويا مدة خمس سنوات عند قربس.
وهناك ملاحظة أخيرة، وهي أن بولس ذكر أنه ترك طروفيمس مريضا في ميليطش (4 / 20).
(٦٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 648 649 650 651 652 653 654 655 656 657 658 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة