الرحلة المدرسية - الشيخ محمد جواد البلاغي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٢
إذن فأين البساطة وأين الوحدة وأين وجوب الوجود.
العقول العشرة - والفلاسفة لا أخالك تقول مثل بعض الفلاسفة إن الواجب صدر منه العقل الأول بتعليله الطبيعي وهو واحد بسيط ولكن العقل الأول باعتبار إمكانه ووجوبه بالغير وتعقله لذاته ولغيره تكون له جهات بها صلح أن يتعدد معلوله ويعلل أشياء متعددة ولأجل ذلك صدر منه العقل الثاني مع فلك ونفس.
وهكذا يتدرج صدور القول والأفلاك بالتعليل إلى العقل العاشر وهو العقل الفعال مع الفلك التاسع وهو فلك القمر.
يا شيخ، هل تدري كم على هذه المزاعم من النقود والردود.
سامحناهم في بناء مزاعمهم على مزاعم الهيئة القديمة ودعواهم انحصار العالم العلوي بالأفلاك التسعة. وانتهائهم في عدد العقول بانتهاء عدد الأفلاك - ولكنا نقول لهم:
(أولا): إن الجهات المذكورة إنما هي اعتبارات محض وانتزاعات صرفة ليس لها وجود أصيل حقيقي فلا تصلح لأن تكون معللة للموجود بالوجود الحقيقي ولا يخرج بها الواحد البسيط عن كونه لا يعلل إلا واحدا بسيطا مثله (1).

(1) قد كتب هذا قبل الاطلاع على ما كتبه العلامة الأوحد المحقق نصير الدين الطوسي (قدس الله نفسه) في مختصره فصول الاعتقاد. وبعد الاطلاع آثرنا التبرك بذكر كلامه طاب تراه في هذه الطبعة الثانية تنويرا للأفكار بأشعة تحقيقه مع مزج كلامه بشئ من شرحه وإيضاحه فقال في مطبوع مصر سنة 1341 في الصحيفة ال‍ 10 و 11 (قالوا لا يصدر عن الباري تعالى بلا واسطة إلا عقل واحد والعقل فيه كثرة، وهي الوجوب بالغير والامكان الذاتي وتعقل الواجب وتعقل ذاته ولذلك (أي ولأجل الكثرة فيه بهذه الأمور) صدر عنه عقل آخر ونفس وفلك مركب من الهيولى والصورة. ويلزمهم (أي على مبناهم في هذه المزاعم من أن الواحد لا يصدر منه إلا واحد مثله إن العقل الأول واحد لا يصدر إلا واحد مثله وهكذا في جميع المعلولات ولازم ذلك) إن أي موجودين فرضا كان أحدهما علة للآخر بواسطة أو بغير واسطة (إذ يمتنع عل مبناهم أن يكون الموجودان معلولين لعلة واحدة وبطلان اللازم بديهي) و (أما زعمهم في التخلص عن هذا الالزام أن العقل الأول فيه كثرة كما ذكرناه فيرد عليه) أيضا (إن) التكثرات التي (زعموها) في العقل الأول (وتشبثوا بموهومها) إن كانت وجودية صادرة عن الباري جل اسمه لزم صدورها عن الواحد (وهو نقض لمبناهم وهو أنه لا يصدر منه تعالى شأنه إلا الواحد) وإن صدرت عن غيره لزم تعدد الواجب (إذ لا بد من انتهاء الممكن في التعليل إلى الواجب وقد أوضحنا أن واجب الوجود لا يتعدد) وإن لم تكن (تلك التكثرات) موجودة لم يكن تأثيرها معقولا) كما ذكر في الأصل في الاعتراض الأول.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 دين الاسلام والقرآن 225
2 ملخص تاريخ الاسلام 226
3 دعوة الاسلام 226
4 حروب رسول الاسلام 229
5 حرب بدر 229
6 غزوة بني القينقاع. وجلاء بني النضير 230
7 تأكيد العهد مع اليهود. وجلاء بني النضير 231
8 حرب الأحزاب 231
9 غزوة بني المصطلق. صلح الحديبية 232
10 حرب خيبر فتح مكة 233
11 حرب هوازن. حرب مؤتة 233
12 حرب تبوك 234
13 سيرة محمد (ص) في دفاعه 235
14 دعوة المسيح 236
15 استعداد المسيح للدفاع بالسيف 236
16 خلاصة الكلام في دفاع الاسلام 238
17 الاسلام والمسيح 239
18 النظر في دين الاسلام ورسالته وقرآنه 240
19 الشيخ، والقرآن وتحريف التوراة 242
20 بر المسيح بوالدته. والأناجيل 248
21 ما معنى كون القرآن مصدقا لما مع أهل الكتاب؟ 248
22 ما معنى كونه مصداقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه 249
23 لا مبدل لكلمات الله 253
24 يحرفون الكلم 254
25 التوراة فيها حكم الله 256
26 پيريكلوطوس احمد 258
27 ما هو الذكر الذي يحفظه الله 258
28 تعليم القرآن بالأخلاق الفاضلة 258
29 مذهب داروين في أصل الأنواع 268
30 الانتخاب الطبيعي 268
31 التنازع في البقاء 275
32 مزاعم الأعضاء الأثرية 279
33 الزوائد الدودية 280
34 اثداء الذكور 282
35 الشيخ والآلات الحجرية الصوانية 283
36 دلالة المصنوعات على علم صانعها وعلمه بالغايات وقصده لها 285
37 مقدمات احتجاج القرآن على وجود الخالق العليم 286
38 الأولى. الثانية 286
39 المقدمة الثالثة 287
40 الرابعة 288
41 الخامسة والسادسة 289
42 (أفي الله شك فاطر السماوات) 290
43 الشيخ. وعمانوئيل. والدكتور 294
44 بطلان فرض التسلسل والدور 297
45 حدوث المادة.. والوجود بعد العدم 299
46 عبد الله الأباحي.. كلمات عصري وجوابها 303
47 سؤلات من العصري رمزي 305
48 الوجوب الامكان والامتناع 310
49 أعيان تجار يعاتبوننا 312
50 جوابنا وعتابنا لهم 314
51 بطلان فرض الجواهر الفردة 316
52 رمزي والحركة 319
53 لا يوقف بالتعليل إلا على واجب الوجود 320
54 الجواهر الفردة لا تكون واجبة الوجود. بطلان فرض الجواهر الفردة 321
55 الأثير لا يكون واجب الوجود 328
56 موجد هذا الكون المنتظم عالم بغاياته 329
57 (ألا يعلم من خلق) 331
58 كرامة القران في حججه بخلقة الانسان واجزائه 332
59 اجزاء الانسان وعجائب تركيبها وغاياتها 336
60 رمزي وعمانوئيل بعض الاجزاء والغايات 343
61 إحتجاج القران بالسماوات والأرض وعجائب غاياتها 345
62 البحار وعجائب غاياتها 348
63 تيارات البحار 348
64 الأرض اليابسة 353
65 إحتجاج القران الكريم بعجائب غاياتها وخلقة الحيوان 355
66 الإبل الكنغو والرعاد والدورة الدموية في الجنين 356
67 عتاب الشيخ للدكتور في غفلته عن ذلك 359
68 الدكتور والشيخ 363
69 الشيخ وبيانه للدكتور 364
70 العلة الأزلية الموجدة 368
71 كرامة القرآن في حجته وتوبيخه 369
72 واجب الوجود العالم 370
73 الثالوث والأقانيم والتثليث 372
74 امتناع تجسد الاله 374
75 امتناع الحلول والاتحاد 377
76 الاله لا يلد: والعهدين 380
77 امتناع تعدد الاله 383
78 حجج القران الكريم على التوحيد 386
79 الشيخ وعمانوئيل والنصارى والمسيح 391
80 النصارى والمسيح وكتب العهدين وتناقضها 392
81 أهل الكتاب وكرامة القران في حججه عليهم 394
82 الدكتور والشيخ وخرافات الشرك والالحاد 399
83 عثرات الهوى والضلال 400
84 مزاعم العقول العشرة والفلاسفة 402
85 واجب الوجود خالق الكائنات بقدرته وارادته 404