الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٦٣
خاتمة الكتاب وفي الختام أرجو من الإخوة الوهابيين سامحني الله وإياهم أن يرجعوا عن الانكار بما لم يحيطوا به علما وأن يبادروا إلى التوبة بالندم على ما فات قال الله تعالى (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) وأن يجتنبوا سوء الظن بإخوتهم المسلمين قال تعالى: (إن بعض الظن إثم * الحجرات: 12) وقال: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى * النجم: 32) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) رواه أحمد عن أبي هريرة وقال أيضا: (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس) أخرجه أبو نعيم هذا ولا بد من نهي المنكر أيا كان مصدره لقوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر * آل عمران 104) ولقوله عليه الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم والترمذي ولكن يجب التمييز بين كبائر الإثم وصغائر الذنوب وبين ما يؤدي إلى الشرك وما يفضي إلى الحرام ولا يجوز تكفير المذنب ولا تحريم المكروه وقد جعل الله لكل شئ قدرا وهو سبحانه وتعالى المحلل والمحرم وليس لأحد تغيير أحكامه، ولا تعدية حدوده وإنما عليه وضع النقط على الحروف قال تعالى: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * المائدة: 87) وقال: (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه * الطلاق: 1) صدق الله العظيم وعلى ضوء هذه الآيات البينات والأحاديث النبوية الشريفة نوجه ندائنا إلى قادة الأمة من العلماء والحكام وجميع أولياء الأمور بصفة عامة أن يشاركوا على إنقاذ هذه الأمة التي تكاد تفقد دينها ودنياها وكل شرفها ومعنوياتها. فعليهم أن يؤددوا صفوفهم ويضاعفوا جهودهم ويعملوا لتحقيق فرص التفاهم والتآلف بين جماهير المسلمين و بتعين على هؤلاء القادة أينما كانوا أن يساعدوا - بكل ما هو ممكن - على حل الخلافات و
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»