الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية - حاج مالك بن الشيخ داود - الصفحة ٦٢
فالسعيد من لم يكن سببا للتفريق بين الأمة أو لإدخال العداوة بينها ويقول الرسول عليه السلام: (أيما رجل قام يفرق بين أمتي فاضربوا عنقه) ويقول أيضا: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) رواه الديلمي هذا وما دمنا في موضوع صلة الرحمن فمن المناسب أن نورد هنا مسألة بر الوالدين و وجوب طاعتهما والإحسان إليهما قولا وفعلا والدعاء لهما في حال الحياة وبعد الوفاة لأنهما سبب الوجود و سر الحياة وخاصة الذين ربيا كتربية إسلامية. فعقوقهما من الكبائر التي يترتب عليها الوعيد والعياذ بالله. فلا يحنك على عقوقهما ومقاطعتهما إلا عدوك الذي ينتهز فرصته ليختلس ما لديك ثم يتبرأ منك يوم تقف بين يدي الله تعالى.
وهناك من أفراد الوهابيين من يعوق والديه ويعتبرهما مشركين لا لشئ سوى أنهما لم يستسلما للدعوة الوهابية أو لم يقبضا أيديهما في الصلاة ولا يراعي فيهما حقوق الأبوة ولا يؤدي لهما واجب البنوة وهو يعرف أن أباه هو الذي أخذ بيده وهو صغير وذهب به إلى المعلم ليعلمه مبادئ الإسلام وشرائع الدين فلما كبر هذا الولد المسكين وتوهب أبى إلا أن يسمي أباه هذا مشركا عازما أن لا يعامله إلا بقدر ما يجوز التعامل به بين المسلم و المشرك.
وصار - بهذا القرار - ناسيا أو متناسيا كل ما قدم له هذا الوالد من عناية ورعاية، وحنو أيام مهده وصباه. وقد أنساه شيطانه أنه لو ذهب به أبوه يومئذ إلى الكنيسة لصار رهبانيا أو إلى الكاهن لكان ساحرا عليما. فإذا كان هذا هو جزاؤك لوالدك أيها الولد فأين جزاء الاحسان بالإحسان؟
هذا ولا شك أن هناك أيديا مجرمة تحركهم من تحت الستار وتشجعهم على المضي بما هم عليه من العقوق والتقاطع مع آبائهم وذويهم وتزين لهم سوء أعمالهم هذه بأنها نوع من الجهاد وأنها من امتثال أوامر القرآن حيث يقول الله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم * المجادلة: 22) فاتقوا الله أيها الأولاد واذكروا قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا * الإسراء: 23) وقوله عليه السلام: (الجنة تحت أقدام الأمهات) رواه الحاكم وصححه
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»