أشد الجهاد - الشيخ داود الموسوى البغدادى - الصفحة ٢٩
الكرخي وأبي يزيد البسطامي وداوود الطائي وأبي حامد اللفاف وخلف بن أيوب و عبد الله ابن المبارك ووكيع بن الجراح وأبي بكر الوراق وغير هم ممن لا يحصى لبعده أن يستقصى فلو وجدوا فيه شيئا أو شبهة ما اتبعوه ولا اقتدوا به ولا وافقوه وهؤلاء كلهم من أجلاء السلف الصالح الكائنين في خير القرون فلولا علمهم أن الاجتهاد منقطع لادعوه هم إذ هم لزهدهم وورعهم وكثرة علمهم الظاهر والباطن وإلهامهم الرباني أقرب إلى الاجتهاد من غيرهم ممن بعدهم فضلا عن المتأخرين في زمان الفساد من أهل العناد الذي غاض فيه العلم وفاض فيه الجهل فوالله لو اشتغلوا بتصحيح إسلامهم وإيمانهم لكان أولى بهم من هذه الدعوى ثم هذا في حق اتباع أبي حنيفة من هؤلاء الأولياء وكذلك مثلهم وأمثالهم ممن تبع الإمام مالك والشافعي وأحمد وأجل من تبع الإمام أحمد سيدنا ومولانا الشيخ عبد القادر الجيلي الذي كان مفتي الفرق والمذاهب وبهدايته وإرشاده نور الدنيا من شرقها إلى غربها فهو تبع لمذهب الإمام أحمد وما ادعى الاجتهاد المطلق وما أخرج نفسه عن التقليد فمن يكون غيره وهذا فيه مقنع لمن هداه الله تعالى والذي يظهر لبادئ الرأي أن هؤلاء المدعين الاجتهاد في مثل هذا الزمان أصل بدعة في الدين وفي أقوال المذاهب المؤسسة على الكتاب والسنة والإجماع ما يرد عليهم فصاروا يخرجون رقابهم عن ربقة التقليد حتى يقولوا ما يوافق بدعتهم فادعوا مثل هذه الدعوى لأن المذاهب مصرحة بخلاف بدعتهم التي هي تكفير الناس والفض والبغض لحضرات الأنبياء والرسل والأولياء والشهداء من عباد الله المقربين ولقد رأيت رجلا من الاغوان عام سبع وأربعين بعد المأتين والألف عند قبر سيدنا حمزة ونحن قافلون من المدينة المنورة سائرون في الطريق فتعارف معي فقلت له ما مذهبك فقال أنا حنفي ثم سرنا حتى أتينا بعض قرى نجد فدخلت مسجدا لهذه القرية فرأيت زبل الحميري قد نسفه الريح في أوايل المسجد وكنت متوضئا جديدا ورجلي متبللة فصرت أجعل عبائتي تحت رجلي وأسحبها لأتوقأ زبل الحمير بسبب رطوبة رجلي من ماء الوضوء وكان ذلك الأغواني في المسجد فقال لم تفعل هذا قلت لنجاسة زبل الحمير فقال لا يجوز قلت لم قال
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»