الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ١٤
أنها لتستطيع أن تجهز إلى الحرب ما ينيف علي المليونين من العساكر الباسلة المدربة تعطي الحرب حقها فتعرف كيف تزحف إلى حومة الوغى وكيف تدير رحاها. وتسعر لظاها. وتقتحم أهوالها. وتصرف أحوالها. فترجع والظفر من أتباعها. والنصر من أشياعها. مكللة بالنجاح. فائزة بالفلاح ومنها مد الخطوط الحديدية في كثير من أرجاء مملكته لا سيما الخط الحميدي الحجازي الذي شرع بمده إلى بيت الله الحرام على نفقة حكومته السنية دون أن يكون فيه للأجانب حصة أو سهم تسهيلا به لأداء الحج الذي هو أحد الأركان الإسلامية وإراحة لوفد الله تعالى مما كانوا يكابدونه في طريقهم إليه من مشاق السفر ومتاعبه ركوبا على ظهور الجمال التي هي أراجيح الراكبين وتقصيرا لمدة السفر عليهم وتقريبا لمسافته وإنها لعمر الحق مأثرة كبرى خصه الله تعالى بالتوفيق لها دون غيره من الملوك السالفين (حسبه سكة الحجاز فخارا * إنها لم تكن زمان إمام) (سكة سهلت لنا حج بيت * هو فرض في شرعة الإسلام) وناهيك به ملكا فاقت فراسته الأولين وأعجزت سياسته السلسة الآخرين حيث نراه حرسه الله سائرا مع الدول الغربية الكبرى. والحكومات الأجنبية الصغرى. على صراط الولاء. ومماشيا لهم في سبيل الوداد والصفاء مع محافظته صانه الله على حقوق دولته العلية. ومصالح سلطنته السنية. وصوالح رعاياه المستظلين بظل حماه. وسهره على ما به صيانة الشرف العثماني. وتأبيد السودد الخاقاني. حتى اجتمعت ملوك الأرض وقياصرتها على الإقرار بوافر حكمته وطول باعه في سياسته مراجعين ذاته المقدسة في حل المعضلات وفك المشكلات إلى غير ذلك من الميزات التي هي السبب الوحيد لإعلاء
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»