مشاهد ومزارات آل البيت (ع) في الشام - هاشم عثمان - الصفحة ٤٤
وقد شكك ابن عساكر أن يكون هذا القبر للسيدة أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي عليه السلام من فاطمة، قال " مسجد راوية مستجد على قبر أم كلثوم. وأم كلثوم هذه ليست بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت عند عثمان لأن تلك ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودفنت بالمدينة، ولا هي أم كلثوم بنت علي من فاطمة التي تزوجها عمر لأنها ماتت هي وابنها زيد بن عمر بالمدينة في يوم واحد ودفنا بالبقيع وإنما هي امرأة من أهل البيت سميت بهذا الاسم، ولا يحفظ نسبها " (1).
وخلافا لابن عساكر، أكد كثيرون أن القبر هو للسيدة زينب بنت الإمام علي عليه السلام، ومنهم الشيخ العارف أبي بكر الموصلي الذي يقول: " توفيت السيدة الكبرى بنت علي رضي الله عنه بغوطة دمشق عقيب محنة أخيها ودفنت في قرية من ضواحي دمشق اسمها راوية ثم سميت البلدة بها. والآن يقال للبلدة الست ولا تعرف إلا بقبر الست (2).
ومنهم ابن طولون الدمشقي الذي ذكرها في مصنف له وذكر لها مناقب وكرامات (3).
وغيرهما كثيرون....
وقبر الست زينب مشهور يزار. وقد ذكر نعمان قساطلي أنه في نهاية العشر الأول من محرم كل سنة يخرج الشيعة لزيارتها ويندبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم (4).

(1) المرجع السابق ص / 80 / ونفس الكلام قاله النعيمي في الدارس في تاريخ المدارس ج / 2 ص / 340 /.
(2) أبو البقاء عبد الله البديري - نزهة الأنام في محاسن الشام ص / 221 /.
(3) القاضي محمود العدوي - كتاب الزيارات ص / 21 /.
(4) نعمان قساطلي - الروضة الغناء في دمشق الفيحاء ص / 132 /.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 48 49 50 ... » »»
الفهرست