أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٠١
ابن زياد بالكوفة..؟؟!!
يالهوان الدنيا حين يمسك بمقاليدها السفلة، وتهيض فيها أقدار الكرام..!! قال الحسين: (الموت أدنى إليك مما تريد)..!! ثم أمر أصحابه، فحملوا متاعهم، وركبوا رواحلهم، ثم تقدمهم في المسير منصرفا عن الكوفة، مغيرا اتجاه..
لكن (الحر بن يزيد) أمر فرسانه فقطعوا عليهم الطريق.
وصاح به الحسين: ماذا تريد..؟
قال الحر: أن تصحبني إلى ابن زياد قال الحسين: إذن والله لا أتبعك..
وأجابه الحر: إذن والله لا أدعك..
وصاح الحسين: إنها الحرب إذن..!!
وهنا لانت عريكة الحر بن يزيد فقال (إني والله لا أريد قتالك ولم أؤمر به، وإني لأرجو أن يرزقني الله فيك العافية، ولا ابتلى بشئ من أمرك، ولقد أمرت إن أنا لقيتك ألا أفارقك حتى أخبر الأمير ابن زياد، فإن رأيت فاتخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تردك عنها حتى يأتينا رأي الأمير).
ومضى ركب (الإمام الحسين) يضرب في تلك الرقعة من الأرض، يتيامن، مرة، ويتياسر أخرى. وفرسان ابن زياد بقيادة الحر يذودون الركب عن البادية كلما هم أن يدلف إليها، ويدفعونه تجاه الكوفة في رفق..
ولم يكد الركب يبلغ (نينوى) تلك القرية التي قيل إنها كانت موطن النبي (يونس) عليه السلام، حتى تراءى لهم من النقع المثار.
راكب يغذ السير ويطوي الرمال.. ولبثوا مكانهم ينتظرون، فإذا هو
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 105 107 108 ... » »»
الفهرست