أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٦٥
خلص الملك لمعاوية على النحو الذي أراد.. وبتنازل " الحسن " له عن الخلافة سكنت كل الرياح التي كان يخاف هبوبها على عرشها وحكمه.. فراح يصرف شؤون إمبراطورية من أقوى إمبراطوريات عصره كما يهوى وكما يشاء، وراح يستخدم مزاياه الشخصية وكفايته، كما يستخدم كفاية الذين حوله أبرع استخدام.
راح يوجه كل المزايا وكل الكفايات نحو غاية واحدة هي دعم سلطانه.
فحلمه، ودهاؤه وعطاؤه.. كل ذلك يسع الناس ما تركوه وسلطانه. فإذا هدد هذا السلطان شئ، فالحلم والدهاء، والصبر، والعطاء.. أسلحة تنزل إلى المعركة لتدفع عن السلطان مخاوفه.. فإذا عجزت، فالسيف والقتل بغير إبطاء!!
وإن له في ذلك عبارة مأثورة:
(إني لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم، ما لم يحولوا بيننا وبين سلطاننا)..!
ولطالما يحدثنا التاريخ عن قوم كانوا يجبهونه بقوارص الكلم في وجهه وأمام الناس، فلا يزيد على أن يضحك. ثم يضحك.. ثم يجزل لهم العطاء!!
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست