أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٥٩
ويزكيها..؟! بلى.. ولقد استقر وأخوه وآل بيتهما بمدينة رسول الله..
ولم تكد تنزاح عن الناس في شتى الأقطار غمرات ما كانوا فيه من خلاف صراع، حتى راحت أرواحهم تهفو نحو المدينة، وخواطرهم تطوف من قريب وبعيد حول ريحانتي رسول الله..
ومع مرور الأيام، كان تطلع المسلمين إلى المدينة بما فيها من هدئ ونور يفوق تطلعهم إلى دمشق رغم ما فيها من دنيا وإغراء..!!
وراحت مجالسهم وندواتهم في كل بلد تردد ما نقله الثقات من أصحاب الرسول عن حبه لابنيه (الحسن، والحسين).
كان الناس يسمعون ويتناقلون أنباء هذا الحب العظيم الذي أضفاه عليهما جدهما النبي، فتكاد أفئدتهم تطير شوقا إليهما.. حتى بعض أولئك الذين ناصبوهما من قبل العداء.
وراح المسلمون يرددون تلك الأحاديث التي تصور قدرهما، والتي حباهما الرسول بها كثيرا:
(الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة، بعد عيسى ويحيى)..
هذان ابناي.. وابنا ابنتي.. اللهم إني أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما.
(اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا).
(الحسن، والحسين ريحانتاي من الدنيا).
(حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا)..
وهكذا استولى على الناس ولع نبيل، بتتبع أنباء حياتهما = مذ أهلا على الحياة..!
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 65 ... » »»
الفهرست