شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٨٥
وقال تعالى * (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) * أي إلا تلاوة من غير فهم معناه وليس هذا كالمؤمن الذي فهم ما فهم من القرآن فعمل به واشتبه عليه بعضه فوكل علمه إلى الله كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه فامتثل ما أمر به صلى الله عليه وسلم قوله ودين الله في الأرض والسماء واحد وهو دين الاسلام قال الله تعالى * (إن الدين عند الله الإسلام) * وقال تعالى * (ورضيت لكم الإسلام دينا) * وهو بين الغلو والتقصير وبين التشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الامن والإياس ش ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد وقوله تعالى * (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) * عام في كل زمان ولكن الشرائع تتنوع كما قال تعالى * (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) * فدين الاسلام هو ما شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده على السنة رسله وأصل هذا الدين وفروعه روايته عن الرسل وهو ظاهر غاية الظهور يمكن كل مميز من صغير وكبير وفصيح وأعجم وذكي وبليد أن يدخل فيه بأقصر زمان وإنه يقع الخروج منه بأسرع من ذلك من إنكار كلمة أو تكذيب أو معارضة أو كذب على الله أو ارتياب في قول الله تعالى أو رد لما أنزل أو شك فيما نفى الله عنه الشك أو غير ذلك مما في معناه فقد دل الكتاب والسنة على ظهور دين الإسلام وسهولة تعلمه وأنه يتعلمه
(٥٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 579 581 582 583 584 585 586 587 588 589 590 ... » »»