فهذا فيه - دليل على التفاضل بغير التقوى كما أن التفاضل بالتقوى. لأن قوله: خيارهم في الجاهلية. يثبت التفاضل في الجاهلية قبل الإسلام وقبل التقوى. وبالله التوفيق.
فهذه الجملة تدل على أن الحديث الذي رووه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ألا لا فضل لعربي على عجمي. حديث غير صحيح. ولعله يمكن تأويله: بأن المقصود: لا فضل لعربي بمجرد انتسابه إلى عربي فليس له فضل بذلك على عجمي إذا لم يكن له سبب آخر أما التقوى وأما الانتساب إلى بني هاشم وأما سبب غير ذلك من أسباب الفضل فليس المراد حصر الفضل في التقوى لا غير وعلى هذا فلا يكون فيه حجة للمخالفين لأنه على هذا المعنى لم ينف التفاضل النسب إلا نسبا خاصا وهو الانتساب إلى عربي اللسان دون الانتساب إلى بني هاشم أو إلى قريش أو إلى كنانة ابن إسماعيل أو إلى إسماعيل وبهذا القدر نكتفي ففيه البيان التام لمن أنصف وترك التعصب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
كتب على تسجيل مولانا وحجة عصرنا السيد العلامة الكبير بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين الحوثي حفظه لله وأبقاه للذب عن الدين وجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين / 25 / ذو الحجة 1407 ه آمين