الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٨٧
الدليل السابع والثلاثون:
سعيد بن المسيب (بعد 90) إمام التابعين:
(الصحابة لا نعدهم إلا من أقام مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين) (145).
قال السيوطي في تعليل تعريف ابن المسيب: (ووجهه أن لصحبته (صلى الله عليه وسلم) شرفا عظيما فلا تنال إلا باجتماع طويل يظهر فيها الخلق المطبوع عليه الشخص، كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من العذاب، والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف بها المزاج) (146).
قلت: وقد ضعف بعضهم قول سعيد بن المسيب بسبب الواقدي وهو الذي روى الأثر. لكن الواقدي مختلف فيه وليس مطرحا بالمرة (147).
وقد يقول قائل: إن تعريف سعيد بن المسيب وإن أخرج كثيرا ممن رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحبه، إلا أنه يدخل الطلقاء ومن أسلم بعد الحديبية، فقد شهد هؤلاء حنين والطائف، وبعضهم شهد تبوك أيضا.
نقول، حسن الظن بسعيد بن المسيب، وعلمه أنه أراد بالسنة والسنتين والغزوة والغزوتين، ما كان مع حسن سيرة وصدق إسلام، ومعظم ذلك كان قبل فتح مكة، لأن كثيرا من الطلقاء إنما أسلموا كرها، وشهد منهم غزوة حنين ثمانون على الكفر، وانهزموا بالمسلمين، وفرح كثير منهم

(١٤٥) الكفاية في علم الرواية للخطيب ص ٩٩ ومقدمة ابن الصلاح ص ٤٨٧. وهذا يتفق - إلى حد كبير - مع الصحبة الشرعية.
(146) أنظر تدريب الراوي (2 / 211).
(147) قد وثقه نحو عشرة من المحدثين وأسماه بعضهم (أمير المؤمنين في الحديث).
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست