الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٦٤
الطلقاء ليسوا من الصحابة أصلا، لكنهم دخلوا الصحبة بسبب الدفاعات التي تستلهم معها مثل هذه الآثار، (تتبع هذا فإنه مهم ولن تجده بسهولة) (122).
وهذا لا يعني عدم تحريم لعن المسلم الصالح، فلعنه محرم، ولو كان في عصرنا هذا أو بعده، لكن لا يجوز إنزال النصوص والآثار المانعة السابقة في غير أصحابها من المهاجرين والأنصار، أما غيرهم فنأتي بنصوص تحريم شتم المسلم أو قتاله... الخ.
الدليل العشرون:
قول إبراهيم النخعي: (من فضل عليا على أبي بكر وعمر فقد أزرى على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المهاجرين والأنصار...) (123).
وفي الأثر تفسير من إبراهيم النخعي للصحابة بأنهم المهاجرون والأنصار فقد فتأمل!!، وإبراهيم هذا من كبار التابعين، (مع التحفظ على تشنيعه على من فضل عليا عليهما، فقد فضله على جميع الصحابة

(١٢٢) خاطب بالآثار السابقة ابن عمر الذين يلعنون عثمان وخاطب به سعيد بن زيد المغيرة بن شعبة وخاطبت عائشة من يسب السابقين وخاطب سعد بن أبي وقاص من يسب عليا وهكذا بل قد كان ابن عباس يلعن معاوية بسبب قطعه التلبية يوم عرفة (المسند ٢٦٤ / ٣ تحقيق أحمد شاكر)، فابن عباس قد روى بعض النصوص في تحريم سب الصحابة ومع ذلك يرى جواز لعن معاوية بسبب قطعه للتلبية يوم عرفة ولو كان معاوية صحابيا صحبة شرعية عند ابن عباس لاحتمل له هذا الزلة لكون الصحابة غالبا لا يفعلون أمرا إلا باجتهاد، أما قطع معاوية للتلبية فقد صرح ابن عباس أن معاوية فعلها بغضا لعلي فقط، لأن مذهب علي التلبية يوم عرفة وهو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، وقد كان ابن عباس يخالف عثمان وعليا في بعض الآراء ولا يستجيز سبهم أما لعنه لمعاوية فقد فعله لسببين لأنه يعرف أن معاوية ليس صحابيا ولا له رأي تغييرا لسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يغيرها إلا أهل الشام بغضا لعلي، لأنه كان يلبي يوم عرفة اقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) ولذلك قال ابن عباس: (قد تركوا السنة من بغض علي) صحيح سنن النسائي (٢ / ٦٣١).
(١٢٣) فضائل الصحابة لأحمد 249 / 1) وسنده جيد، رجاله كلهم ثقات إلا الوليد بن بكير مختلف فيه.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 70 ... » »»
الفهرست