الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٦٠
الدليل الثامن عشر:
حديث ابن عمر: أنه سمع رجلا وهو يتناول بعض المهاجرين (115) فقرأ عليه (للفقراء والمهاجرين) الآية ثم قال: هؤلاء المهاجرون فمنهم أنت؟
قال: لا، ثم قرأ عليه: (والذين تبوؤا الدار والإيمان) الآية ثم قال: هؤلاء الأنصار أفأنت منهم؟ قال: لا، ثم قرأ عليه: (والذين جاؤوا من بعدهم) الآية ثم قال: أفمن هؤلاء أنت؟ قال: أرجو، قال: لا ليس من هؤلاء من يسب هؤلاء (116).
أقول: هذا الأثر مثلما هو منطبق على من سب أبا بكر وعمر وعثمان فهو منطبق أيضا على الذين كانوا يلعنون عليا، من أهل الشام وأتباعهم، الذين ليسوا من المهاجرين والأنصار (117)، وكانوا قد سنوا لعن الإمام علي على منابرهم، والعجب أن بعضنا يقول: إنهم اجتهدوا فأخطأوا، ففازوا بأجر واحد (118)!!.

(115) ورد في حديث آخر أن المراد بالرجل من المهاجرين هو (عثمان بن عفان) رضي الله عنه.
(116) رواه الحاكم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص (153 / 1).
(117) وعلى هذا فليسوا من التابعين بإحسان أيضا أما الذين يحاولون أن يخلطوا المهاجرين والأنصار بمن بعدهم فعليهم أن يتذكروا خصومة خالد بن الوليد مع عبد الرحمن بن عوف!! وماذا كان موقف النبي (صلى الله عليه وسلم) منها وماذا كان قوله أيضا!!.
(118) بينما لم نقله في الذين سبوا أبا بكر أو عمر أو عثمان مع أن الأربعة كلهم من الخلفاء الراشدين المهديين ولهم الحقوق نفسها وأول من فرق بين حقوقهم هم النواصب الذين فصلوا عليا عن الثلاثة فتبعهم منا طائفة!! ثم القول بالأجر لمن سب أحد هؤلاء لم يقله النبي (صلى الله عليه وسلم) لخالد بن الوليد لما سب عبد الرحمن بن عوف مع أنه لم يصدر هذا السب من خالد إلا مرة واحد لخصومة آنية بعكس الذي سنه معاوية وابنه وبنو مروان فقد استمر طيلة حكم بني أمية وعلى كل منبر من منابر الإسلام وفي كل خطبة جمعة!! فليت شعري لو سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) هل سيقول إن هؤلاء مأجورون أجرا واحدا!!؟ أم سيقول (من سب عليا فقد سبني)!! اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون!!.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست