العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل - السيد محمد بن عقيل - الصفحة ١٠٦
تكميل قد تقدم ذكر نموذج يسير مما عومل به بعض أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعض من ينسب لخدمتهم وبعض شيعتهم ومحبيهم في ثلاثة أبواب في صدر هذا الكتاب من الغمز واللمز والنبز والظلم، ثم اتبعنا ذلك بذكر قسم قليل مما عومل به أعداء أهل بيت رسول الله وبعض أعوانهم المختصين بهم وبعض أذنابهم من النواصب من التوثيق والمدح والإطراء مما تفهم جليا أنهم لم يجعلوا بغض علي وذمه وبغض أهل البيت من أسباب الجرح ومن علامات النفاق والفسق ولا أقول أنهم جعلوا ذلك من شروط العدالة وإليك ما قالوه من القدح فيمن تكلم في بعض من يحبونهم ويتعصبون لهم من غير أهل بيت رسول الله.
ذكر الذهبي في (تذكرة الحافظ) ابن خراش وأطراه في الحفظ والمعرفة ثم وصفه بالتشيع واتهمه بالرواية في مثالب الشيخين ثم قال مخاطبا له وسابا بما لفظه فأنت زنديق معاند للحق فلا رضي الله عنك مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين بعد المائتين. انتهى وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب جناب الأسدي فقال: قال الدوري عن ابن معين رجل سوء كان يشتم عثمان.
وقال الساجي: صدوق في الحديث تكلموا فيه من جهة راية السوء.
قال أحمد ابن حنبل: كان خبيث الرأي.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه.
وقال الدارقطني: كان رجل سوء فيه شيعية مفرطة كان يسب عثمان.
وقال الحاكم أبو أحمد: تركه يحيى وعبد الرحمن وأحسنا في ذلك لأنه كان يشتم عثمان ومن سب أحدا من الصحابة فهو أهل أن لا يروى عنه. انتهى ملخصا.
وكلامهم فيمن يسب الشيخين أشهر من أن يذكر وتركهم مروياته معلوم فلا نطيل بالنقل في ذلك.
وكما تركوا مرويات سابي من يتعصبون له من الصحابة قد تركوا أيضا رواية من تكلم في بعض الأئمة ولعنوه فقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب الحسين الكرابيسي فقال:
قال الخطيب يعز وجود حديثه جدا لأن أحمد كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ وكان هو يتكلم في أحمد فتجنب الناس الأخذ عنه ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد لعنه
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست