البدعة - السيد علي الأمير الصنعاني - الصفحة ٥٤
زخرف أقوالهم، (فالعلماء ورثة الأنبياء) (1). ولكل وارث عدو من شياطين الإنس والجن (يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) (2).
والعجب أنه كيف يدعي هذا المنكر محبة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم التي هي شرط الإيمان مع إنكاره لذكره، وكراهيته لذلك؟ (ومن أحب شيئا أكثر من ذكره) (3) قول الصادق المصدوق.
فعلامة صدق الحب لزوم ذكر المحبوب. فلو ادعى رجل أنه يحب زيدا، وكان كلما سمع ذكر زيد نفر نفور المغضب الحنق (4).

(١) رواه البخاري في التأريخ الكبير عن أبي الدرداء قسم ٢ ج ٤ ص ٣٣٧ = رقم ٣٢٢٩، وفي الكنز ج ١٠ ص ١٣٥ رقم ٢٨٦٧٩ عن أنس.
(٢) ١١٢: الأنعام.
(٣) ذكره في كنز العمال ج ١ ص ٤٢٥ رقم ١٨٢٩، وأورده السيوطي في الجامع الصغير ج ٢ ص ٤٧٨ رقم ٨٣١٢ وقال ضعيف، والحديث عن عائشة.
(٤) الحنق: شدة الاغتياظ. المجند ص ١٥٤. والحنق: الغيظ والجمع حناق. مختار الصحاح ص ١٥٩.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»