البدعة - السيد علي الأمير الصنعاني - الصفحة ٤
استجاب له الناس استجابة توحي بمدى إخلاصه لله سبحانه، فقد كان التجار يغلقون أبواب دكاكينهم عند سماع الأذان، وتلك ثمار المجالس التي كان يعقدها للناس في الجامع الكبير بصنعاء وغيره، ومسجد الروضة الكبير لتعليم أمور الدين وترغيب السامعين في عمل البر والخير ولأسلوبه الجذاب وبيانه الرائع استهوى الجم الغفير وراق لهم حضور حلقته مستمتعين بمنطق عذاب ولسان عضب لا يتلعثم ولا يتردد كثير الاستشهاد بالآيات والأحاديث.
وقد سبب له سكونه إلى المساكين وحب الضعفاء نفور الخاصة عنه واستهزاء عليه القوم به فقابلهم بالسخرية من عمائمهم الكبيرة، وأكمامهم الطويلة ومشيتهم المغرورة.
ولما منع من الخطابة بسبب فتنة حدثت، أحدثها العامة، فقد كان السيد: يحيى الحوثي يدرس بمسجد صلاح الدين، فلما كثر الناس انتقل إلى الجامع الكبير فامتلأ. وكان يدرس كتاب: تفريج الكروب، فأزعج السلطة فأمرت بإغلاق، الجامع وذلك أيام المنصور علي بن المهدي عباس، فظل العامة يدورون ويرجمون
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»