نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ٩ - الصفحة ٦٠
بل تتضح غرابة إنكار (الدهلوي) من كلام ابن تيمية الشهير بالتعصب الشديد وعناده للحق وأهله، فقد قال ابن تيمية: (والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: من كنت واليه فعلي واليه، وإنما اللفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه. وأما كون المولى بمعنى الوالي فهذا باطل. فإن الولاية تثبت من الطرفين فإن المؤمنين أولياء الله وهو مولاهم. وأما كونه أولى بهم من أنفسهم فلا يثبت إلا من طرفه صلى الله عليه وسلم، وكونه أولى بكل مؤمن من نفسه من خصائص نبوته، ولو قدر أنه نص، على خليفة بعده لم يكن ذلك موجبا أن يكون أولى بكل مؤمن من نفسه، كما أنه لا يكون أزواجه أمهاتهم، ولو أريد هذا المعنى لقال: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. وهذا لم يقله ولم ينقله أحد، ومعناه باطل قطعا) (1).
لأن ابن تيمية قد صرح بأن (كونه أولى بكل مؤمن من نفسه من خصائص نبوته) ولو كان المراد من (الأولوية) هو (الأحبية) لم يكن هذا المعنى من خصائص نبوته، لأن الأحبية يثبتها أهل السنة للخلفاء وغيرهم ولو بالترتيب، فعلم أن المعنى أمر عظيم ومقام جسيم يكون من خصائص مقام النبوة، ولا يناله صاحب مقام الخلافة، ووجه ذلك: إن هذا المعنى - أي الأولوية بكل مؤمن من نفسه - يقتضي العصمة، والخلفاء ليسوا معصومين. لكن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام عصمتهم ثابتة فهذا المقام ثابت لهم، بل إن كلام ابن تيمية هنا يثبت العصمة لأمير المؤمنين عليه السلام لثبوت هذه الأولوية له بالأدلة السابقة واللاحقة.
3 - المراد من (المولى) في الحديث هو المراد من (الأولى) في الصدر وأما بيان أن المراد من (المولى) في قوله صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) هو المراد من (الأولى) في قوله في مقدم الحديث: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟...) فيتم بوجوه:
(الأول) قال كمال الدين محمد بن عبد الواحد المعروف بابن الهمام في (فتح

(1) منهاج السنة 4 / 87.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [7] مناشدة أمير المؤمنين بحديث الغدير 2
2 ذكر من روى ذلك 7
3 رواية أبي بكر الشافعي 9
4 ترجمة أبي بكر الشافعي 10
5 رواية ابن المغازلي الفقيه الشافعي 11
6 رواية الخطيب الخوارزمي المكي 12
7 رواية أبي الحسن ابن الأثير صاحب أسد الغابة 12
8 رواية ابن حجر العسقلاني 15
9 رواية الوصابي اليميني الشافعي 16
10 رواية نور الدين السمهودي المصري 17
11 دعاء أمير المؤمنين على من كتم الشهادة بالحديث 18
12 من أسماء الذين كتموا 19
13 نتائج البحث 22
14 وجوه بطلان دعوى ابن روزبهان وضع خبر المناشدة 23
15 1 - مناشدة أنس وغيره متواترة 24
16 2 - حديث الغدير متواتر وليس " كالمستفيض " 24
17 3 - من أمثلة دعاء النبي على المخالفين 24
18 4 - من أمثلة دعاء أمير المؤمنين عليه السلام 26
19 5 - من أمثلة دعاء الصحابة 28
20 فائدتان في كلام ابن روزبهان 30
21 اعتراف الحلبي بدلالة الاستشهاد 31
22 مناشدة الامام أبا بكر وأصحاب الشورى 31
23 [8] استنكار أبي الطفيل لحديث الغدير 39
24 ترجمة أبي الطفيل 42
25 [9] قول النبي في صدر الحديث: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ 45
26 ذكر من روى ذلك 47
27 دلالة ذلك على أولوية النبي بالتصرف 50
28 المراد من (المولى) هو المراد من ذلك 60
29 [10] حديث الغدير بلفظ: من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه 71
30 [11] سياق حديث الغدير في مستدرك الحاكم 77
31 ترجمة الحاكم النيسابوري 80
32 [12] وحدة السياق بين حديث الغدير وحديث في صحيح البخاري 83
33 [13] حديث الغدير بلفظ: فإن عليا بعدي مولاه 87
34 [14] كلام ابن حجر استنادا إلى فهم أبي بكر وعمر 91
35 [15] حديث مسلم: لا يقل العبد لسيده مولاي... 95
36 [16] قول السيدة الزهراء الطاهرة: أنسيتم قول رسول الله يوم غدير خم...؟ 99
37 [17] حديث الغدير بلفظ: من وليكم؟ 103
38 [18] حديث الغدير بلفظ يدل على المطلوب من وجوه 107
39 [19] الاستدلال بكلام ابن حجر على ضوء حديث الغدير 113
40 [20] تصدير النبي الحديث بقوله: ان الله مولاي... 117
41 [21] قول أبي أيوب الأنصاري وجماعة لعلي: السلام عليك يا مولانا... 129
42 [22] قول عمر في علي: إنه مولاي 135
43 [23] قول عمر لم استنكف من قضاء علي: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي 141
44 [24] التهنئة في يوم الغدير 147
45 [25] قول النبي: من كنت مولاه فعلي مولاه، أوحي إلي في علي: انه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين 153
46 [26] خطبة الغدير كما في (توضيح الدلائل) 157
47 وجوه دلالتها على إمامة العترة 161
48 الثناء على صاحب توضيح الدلائل 162
49 [27] قول النبي يوم الغدير: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه 165
50 [28] قول النبي يوم الغدير: هذا وليي والمؤدي عني 169
51 [29] قول النبي يوم الغدير: من كان الله وأنا مولاه فهذا علي مولاه يأمركم وينهاكم 173
52 [30] قول النبي يوم الغدير: من كنت وليه فعلي وليه ومن كنت إمامه فعلي إمامه 177
53 إعترافات مشاهير العلماء بمفاد حديث الغدير 181
54 1 - أبو حامد الغزالي 183
55 كتاب (سر العالمين) للغزالي 185
56 ترجمة الغزالي 186
57 2 - الحكيم السنائي 188
58 3 - فريد الدين العطار 188
59 الثناء على العطار 189
60 4 - ابن طلحة الشافعي 190
61 ترجمة ابن طلحة 192
62 5 - سبط ابن الجوزي 193
63 ترجمة الكميت 197
64 ترجمة السبط ابن الجوزي 200
65 اعتماد العلماء على السبط 202
66 6 - محمد بن يوسف الكنجي الشافعي 203
67 7 - سعيد الدين الفرغاني 203
68 ترجمة الفرغاني وشرح التائية 204
69 8 - تقي الدين المقريزي 206
70 ترجمة المقريزي 206
71 ترجمة ابن زولاق المصري 206
72 9 - شهاب الدين الدولت آبادي الهندي 207
73 10 - شهاب الدين أحمد الخنجي 208
74 11 - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني 208
75 12 - محمد إسماعيل الدهلوي 211
76 دحض مناقشات عبد العزيز الدهلوي في دلالة حديث الغدير 213
77 (1) احتمال إرادة الأولوية في التعظيم 215
78 هذا يفيد الإمامة 215
79 (2) النقض بالآية: إن أولى الناس بإبراهيم 217
80 بطلان هذا النقض 217
81 (3) جعل ذيل الحديث قرينة على إرادة المحبة 218
82 الجواب عن ذلك 218
83 (4) إرادة الإمامة تخالف طريقة النبي في بيان الواجبات والسنن 225
84 النقض بحديث الاثنا عشر خليفة 225
85 النقض بحديث خوخة أبي بكر 228
86 ذكر من روى تعميم النبي عليا يوم الغدير بيده 231
87 ترجمة أحمد القشاشي 235
88 معنى حديث الغدير عند أهل البيت والصحابة 235
89 (5) التمسك بكلام يروونه عن الحسن المثنى 236
90 1 - هذه الرواية من متفردات الجماعة 237
91 2 - استدلاله بها يخالف ما التزم به 237
92 3 - اعترافه بعدم حجية روايات فرقة على أخرى 238
93 4 - ليس هذا الحديث في الكتب الصحيحة 238
94 5 - مالا سند له لا يصغى إليه 239
95 6 - احتجاج الدهلوي بهذا الحديث تعسف 239
96 7 - بطلان المعارضة من كلام والد الدهلوي 240
97 8 - بطلان المعارضة من كلام تلميذه 240
98 9 - اعتراضهم على تمسك الامامية برواية أبي نعيم 241
99 10 - تنصيص الدهلوي على عدم اعتبار تصانيف أبي نعيم 241
100 11 - طعن ابن الجوزي في أبي نعيم 243
101 12 - ومن رواته: فضيل بن مرزوق 243
102 13 - اشتمال الحديث على فرية قبيحة 244
103 14 - اشتمال على فرية أخرى 246
104 15 - إفصاح النبي بأمر خلافة علي عليه السلام 247
105 16 - تأييد هذا الحديث للمذاهب الحق من وجوه 248
106 17 - معارضة ما نسبوه إلى الحسن المثنى بما رووه عن حفيده 250
107 18 - طعن علماء السنة في أئمة أهل البيت 253
108 19 - طعنهم في أولاد الأئمة 253
109 (6) ليس في الحديث تقييد بلفظ " بعدي " 255
110 حديث: " تسمية علي بأمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد " 256
111 وجوه إبطال تقييد ولاية الامام بما بعد عثمان 262
112 1 - لا نص على خلافة الثلاثة 262
113 2 - عموم " من كنت مولاه " لهم 263
114 3 - بطلانه من كلام بعض أكابر علمائهم 263
115 4 - قول عمر لعلي: أصبحت مولاي... 266
116 5 - كلام جبرائيل يوم الغدير برواية عمر 267
117 6 - عدم موافقة النبي مع استخلاف أبي بكر وعمر 268
118 (7) التشكيك في دلالة صدر الحديث 274
119 (8) دعوى أن سبب الخطبة: وقوع بعضهم في علي وأن ذلك قرينة على إرادة المحبة 292
120 1 - الاستدلال برواية ابن إسحاق في غير محله 292
121 2 - ابن إسحاق مقدوح عند بعضهم 293
122 3 - زعم الرازي عدم رواية ابن إسحاق حديث الغدير 293
123 4 - ليس في سيرة ابن هشام ما نسب إلى ابن إسحاق 293
124 5 - دلالة كلام الدهلوي على أن الصحابة كانوا يحملون كلام النبي على الأغراض النفسانية 294
125 6 - منع النبي خصوص بريدة من الوقوع في علي 296
126 7 - حديث الغدير كان بأمر من الله 296
127 8 - واقعة الغدير لا علاقة لها بشكوى بريدة: 297
128 9 - على فرض الاتحاد فالدلالة محفوظة 298
129 10 - بطلان كلام الدهلوي من كلام عبد الجبار المعتزلي 298
130 ترجمة القاضي عبد الجبار 299
131 11 - دلالة الحديث على الإمامة حتى إذا كان في جواب شكوى بريدة 300
132 12 - اختلافهم في سبب الحديث دليل الاختلاق 302
133 13 - اعترافاتهم بدلالة الحديث يفند هذه الشبهة 304
134 14 - أشعار أمير المؤمنين وحسان وقيس والأدلة الأخرى 307
135 إبطال حمل الإمامة على إمامة التصوف 309
136 1 - لو جاز تأويل دليل الإمامة جاز تأويل دليل النبوة 312
137 2 - هذا التأويل فرع كون الامام من الصوفية 312
138 3 - ردود ولي الله الدهلوي على عقائد الصوفية 313
139 4 - الإمامة مبنية على الإظهار خلافا لسائر المقامات 313
140 5 - نص الدهلوي على وجوب حمل الكتاب والسنة على ظواهرها 314
141 6 - نص الدهلوي على وجوب حمل الكتاب والسنة على ظواهرها 314
142 7 - استدلال أبي بكر بحديث الأئمة من قريش على خلافته 315
143 8 - الإمامة ترادف الخلافة عند أهل السنة 315
144 9 - الإمامة رئاسة في الدين والدنيا 316
145 10 - الإمامة مستلزمة للعصمة 317