من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ٥٤
الأقل، (1) بحيث أنه يقدر - نتيجة لاطمئنانه - أن يشهد حينما يدعى للشهادة.
على أن هذه الأهلية إن لم تلتزم بوجوب تمتع بمواصفات استثنائية خاصة، وتصطدم أيضا بالشهادة على عوالم الجن، وهؤلاء يدخلون في مقتضياتها، لتحقق الطلب الإلهي منهم بالعبادة، مما يستلزم الثواب العقاب، ومعها يصبح وجود الشاهد عليهم واجبا، ولكونهم أمم أمثالكم، وكذا الشهادة على عالم الملائكة بما فيهم ملائكة الوحي، فضلا عن الملائكة الكاتبين لأن الملائكة أمة من الأمم، وهذه تدخل في مفاد قوله تعالى: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ") فأين كل ذلك من فرضية النخبة والطليعة الواعية؟!. (2)

(١) نقول: على الأقل، لأننا نلاحظ أن الله لم يستدع الأنبياء كشهداء منفردين، وجميعهم من أهل العصمة، وإنما استدعى الرسول (ص) ليكون شاهدا على هؤلاء، مما يشير إلى أن المطلوب من الشاهد كلما تقدمت منزلته ومرتبته أمر أكثر من العصمة، ولكن ما تحدثنا عنه هو في الحدود الدنيا لهذه الأمر.
(٢) يشير العلامة الطباطبائي (رضوان الله تعالى عليه) إلى اتساع دائرة الشهادة بحيث أنها تشمل كل ما له تعلق ما بالعمل فيدخل علاوة على ما أشرنا إليه عالم الزمان والمكان والدين والكتاب. أنظر الميزان في تفسير القرآن 1: 319، مؤسسة الأعلمي - بيروت، طبعة 1991.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست