مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٥
لجولان أفكاره وقدراته؟! {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجدل في الله بغير علم و لاهدى ولا كتب منير} (1).
وماذا يستطيع الإنسان أن يقول أمام هذا العلم والقدرة والرحمة والحكمة إلا الذي قاله الله عز وجل: {فتبارك الله أحسن الخلقين} (2)، وماذا يستطيع أن يفعل إلا أن يخر إلى الأرض ساجدا ويقول: (سبحان ربي الأعلى وبحمده)؟!
* ولقوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} (3) لابد من نظرة إلى آفاق الكون المشتملة على ملايين الشموس والأقمار والنجوم، والتي يصل ضوء بعضها إلى الأرض بعد آلاف السنين الضوئية (سرعة الضوء في كل ثانية 300 ألف كيلومتر تقريبا)، وبعضها أكبر حجما من الأرض بملايين المرات!
إن الفواصل بينها محسوبة بحساب دقيق، وكل واحدة منها في مدارها الخاص، وقد تحقق التعادل بينها بفعل الجاذبة والدافعة العمومية بحيث لا يقع تصادم بين واحدة وأخرى {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} (4).
والأرض التي أعدت لحياة الإنسان، فأحاطها جو يصونها من آلاف الشهب

(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»