مذهب أهل البيت (ع) - السيد علي نقي الحيدري - الصفحة ١٠
بل منها نشأ كل ما أصاب المسلمين من محن وإحن، وتمزيق شمل، وتشتيت جمع - يا للأسف -. فالحل الوحيد لها، والطريقة الوسطى في تذليل صعوبتها عند اختيار مذهب من المذاهب: هو الأخذ بما اتفق عليه المسلمون أجمع. يعني ما ذكر في كتب الفريقين المهمة المشهورة المعتمد عليها بينهم من الأحاديث الدالة على أحقية مذهب من المذاهب.
فالأحاديث التي روتها رواة ثقات من الفريقين يعول عليها ويؤخذ بها، وتكون هي المرجع عند الاختلاف وعليها الاعتماد في باب الاستدلال الأولى. والاحتجاج على أولوية مذهب من المذاهب. نعم بعد إقامة البرهان القاطع على صحة مذهب أو قول طائفة يصح التعويل في إقامة الحجج في أعمال المكلف نفسه على رواة تلك الطائفة الثقاة.
فعليك أيها المسلم المتتبع " أولا " أن تحترم مذاهب المسلمين أجمع فإنها مأخوذة من فقهاء ذوي علم وفضل " وثانيا " أن تحرص كل الحرص على أن تقف على آية صريحة أو روايات صحيحة متفق عليها غير معارضة بأرجح منها، مذكورة في كتب طوائف المسلمين عن نبيهم الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيها تصريح أو تلويح بكيفية أخذ الأحكام، وممن وعمن يؤخذ الشرع الشريف. بشرط أن لا يكون فيها ما يصادم العقل أو الكتاب المجيد فتتمسك بها وتتبع مؤداها ومعناها، وتكون بيدك حجة قائمة، ومحجة لا حبة، إذا
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»