مذهب أهل البيت (ع) - السيد علي نقي الحيدري - الصفحة ٩
نشأ في القرن الثاني ظاهرا أو بعده على بعض الأنقال. فلا بد لمن اعتنق الدين الإسلامي واعتقد بصحته أن يغربل الكتاب والتاريخ والحديث وأدلة العقل ليقف على برهان رصين يدله على براءة ذمته باتباع منهج ومذهب معين من المذاهب الإسلامية فيتبعه بعد البحث والتنقيب ليكون على بينة من أمره، وهدى من دينه، باتباع ذلك المذهب والطريق في أخذ الأحكام. فمن قصر في ذلك كان على غير هدى، وذهب سعيه سدى.
تنوير في طريق التنقيب بعد ما علمت بالاختلاف الشديد بين المسلمين في طوائفهم ونحلهم وطرقهم وفرقهم ومذاهبهم وآرائهم وكل يدعي أحقية مذهبه أصولا أو فروعا، وكل حزب بما لديهم فرحون، فلا بد للباحث عن الدليل والبرهان على أحقية بعض المذاهب بالاتباع، أن يخلع عنه جلابيب التقليد والعاطفة، وأن يتخلى عن كل عصبية، وأن يتحلى بحلي العدل والنصفة حتى يصل إلى ميادين الحق والحقيقة.
وأهم ما يلزم المتتبع الحريص على الوقوف على الحقيقة أن لا يأخذ بآراء طائفة دون أخرى، ولا بأخبار فرقة دون فرقة، ولا يعتمد على رجال مذهب دون مذهب، ولا كتب صنف دون صنف لأنه ربما كان في بعض هذه دون البعض الآخر خطأ أو تأثر بالعاطفة المذهبية. وهذه هي أم المشاكل، ومنها نشأ كل اختلاف،
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»