مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٥٦
إن الله تعالى لا يحب الفساد في التكوين، وإن خاصية هذا المتولي التعصب لفعله أمام نصيحة الآخرين له.
كما إن هذه الآية تحدد أغراض الدين - بما فيه الجهاد الابتدائي - بأنه ليس للإفساد في الأرض وإهلاك الموارد الطبيعية أو الإنجازات المدنية التي حققها البشر، ولا الهدف تبديد النسل.
وكذا قوله تعالى: * (فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم) * (1).
فهذه الآيات ترسم ملحمة مستقبلية لجماعة * (الذين في قلوبهم مرض) *، وهذه الجماعة قد أشار إليها القرآن الكريم في سورة المدثر،

(١) سورة محمد ٤٧: 20 - 30.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست