مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦١ - الصفحة ٢٦
فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه، ولم ينشطوا للسماع منه " (1).
أقول:
هذه خلاصة كلماتهم في الرجل، لكن السبب الوحيد في قدح الرجل: صحبته لسلمان الشاذكوني، كما عن أحمد بن حنبل، أو تحديثه بكل ما سمع كما عن الطيالسي، أو إكثاره من الغرائب والمناكير كما قال الخطيب.. ولذا أورده الذهبي في ميزانه وجعل من مناكيره: إن رسول الله قال لعلي: سلام عليك يا ريحانتي، أوصيك بريحانتي من الدنيا خيرا، فعن قليل يهد ركناك، فلما قبض النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال:
هذا أحد الركنين، فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال: هذا الركن الآخر.
لكن الحافظ ابن حجر لم يذكره في لسانه، لكونه من رجال أبي داود، وكان قد قرر أن لا يدخل في كتابه هذا من أخرج له في الصحاح الستة (2).
والإنصاف - بالنظر إلى ما تقدم - أن الرجل ثقة.
ثم إنهم قد رووا الحديث من غير طريق الكديمي، كما ستعلم.
ومن أسانيده: الروايتان في كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل:
" حدثنا محمد، قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري، قال:
نا عمرو بن جميع، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم:

(١) تاريخ بغداد ٣ / ٤٤٠.
(٢) راجع: تاريخ بغداد ٣ / ٤٣٥ رقم ١٥٧٤، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٠٢ رقم ١٣٩، تهذيب التهذيب ٩ / ٤٧٥، ميزان الاعتدال ٤ / 74.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست